أقدمت إدارة شركة أوزون المكلفة بالنظافة في العديد من المدن المغربية، على طرد ازيد من 30 عاملا يوم 30 أكتوبر 2014 بمدينة الرباط.
وحسب إفادات العمال المطرودين، أكدوا أن الطرد الذي طالهم جاء انتقاما منهم لمشاركتهم في الاضراب، تحث مبررات واهية من لدن الإدارة، والتي بررت ذلك بعدم التحاقهم بالعمل على الساعة العاشرة من يوم الاربعاء، علما أن الاضراب استمر إلى غاية منتصف الليل كما جاء على لسان أحد العمال. وكرد أولي على ذلك قام العمال بتجسيد اعتصام انذاري أمام المندوبية الجهوية للتشغيل، كما أعلنوا عزمهم التصعيد في خطواتهم إن لم يتم ارجاعهم للعمل.
وضربا منها للحق في الاضراب، باستعمال أساليب خبيثة، نستحضر ما حصل بمدينة السعيدية عندما كان عمال نفس الشركة بصدد تجسيد اضراب لمدة 24 ساعة شهر يوليوز من السنة الجارية حيث استقدمت عناصر من مدينة فاس للعمل يوم الاضراب، رغم التزام "السلطات المحلية" في حوار مع العمال بمنع مثل هاته التصرفات، غير أنها لم تحرك الساكن تجاه ذلك. وهو نفس الشيء عندما قام العمال بتجسيد اضراب لمدة أربعة أيام بمدينة الرباط.
و قالت مصادر نقابية أن من بين الأساليب الانتقامية من العمال، وخاصة النقابيين منهم، حيث قامت إدارة الشركة منذ أشهر بمدينة سلا على عزل أحد العمال النقابيين بشكل نهائي عن العمال، وارساله إلى أماكن بعيدة، في حالة شبيهة
بالاعتقال على حد تعبيره.
وأضافت نفس المصادر أنه لا يمكن الحديث عن شركة أوزون دون استحضار الحادث الأليم الذي تعرضت له مهندسة الدولة جميلة عدي، والتي تعمل ببلدية الرباط، حيث كانت قد كلفت بمراجعة شروط الاستثمار التي تقع على شركات النظافة بالمدينة، ومعلوم أن صفقات التدبير المفوض بمختلف القطاعات تعرف اختلالا كبيرا، حيث تبقى خارجة عن كل القوانين التي يتبجحون بها. وبالفعل كانت المهندسة جميلة عدي قد كشفت اختلالات بالجملة في تسيير قطاع النظافة بالرباط، كلفت الشركة اقتطاع أموال طائلة أرجعتها للخزينة العامة. ولأنها كانت من النوع الذي يؤدي عمله بمسؤولية وشرف، لم يتبقى لإدارة الشركة غير التصفية الجسدية للمهندسة، حيث استقدمت مرة أخرى احد العناصر من مدينة فاس لتنفيذ ذلك، والذي باغت المهندسة أمام بيتها يوم 21 أبريل 2014، مستعملا عبوة "كريموجين" وسلاح أبيض، ولولا تدخل زوجها وبعض الجيران لكانت الآن تحث التراب، وقد ألقي القبض على الفاعل بعدما فر أصدقاءه الذين كانوا بانتظاره.
ورغم اعترافاته بكون أنه تم اغرائه من طرف أصحاب الشركة لفعل ذلك، مقابل تشغيله بها هو وزوجته بمدينة فاس، تم طي الملف ، حيث طاله النسيان في أرشيف المحاكم. لتبقى جميلة عدي وصمة عار على جبين أصحاب الشركة وكل المتواطئين بالصمت على ما تعرضت له.
إنها الحصانة المنيعة التي يوفرها أصحاب الشركة لإدارييها، من اجل ارتكاب جرائمهم دون حسيب أو رقيب، وهذا ما تعرض له أحد موظفي المصلحة التقنية بلدية السعيدية، حيث أقدم مدير الشركة بذات المدينة يوم 08 شتنبر 2014 على تعنيف الموظف والأكثر من ذلك احتجازه بقبو الشركة، عندما كان بصدد مراقبة أعمال الشركة ومدى التزامها بالعقود التي وقعت عليها مقابل التدبير المفوض.