دعا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في مهرجان انتخابي بمدينة "نيس" الساحلية إلى تقليص نسبة الهجرة الشرعية كونها تهدد "طريقة عيش الفرنسيين"، داعيا إياهم إلى الحفاظ على قيم الجمهورية والدفاع عنها.
و اعتبر ساركوزي أن "الهجرة تهدد طريقة عيش الفرنسيين". وقال أمام جمع غفير من المناصرين: "الفرنسيون يريدون العيش في فرنسا ويرفضون أن تشبه بلادهم (فرنسا) ببلد آخر"، مضيفا: "نحن مستعدون لاستقبال الآخرين، لكن لا نريد أن نغير نمط معيشتنا وثقافتنا ولغتنا".
وأضاف ساركوزي: "علينا أن ندافع بقوة عن قيمنا المهددة من قبل الإسلام المتطرف الذي يحاول أن يزرع الرعب في الغرب"، مشيرا إلى أن الذين يدعون إلى الكراهية وإلى عدم احترام الآخرين لا مكان لهم على أرض الجمهورية".
كما أكد ساركوزي، الذي يعتبر من المرشحين لتولي منصب رئاسة حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" المعارض، أن رفض النقاش حول الهجرة يعني تشجيع عنصر الخوف، موضحا أنه بات من المستحيل دمج المهاجرين طالما لم يتم القضاء على الهجرة غير الشرعية ولم نقلص من نسبة الهجرة الشرعية".
" على المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في فرنسا أن يعودوا إلى بلدانهم الأصلية"
وتابع: "إن على المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في فرنسا أن يعودوا إلى بلدانهم الأصلية، فيما دعا المسؤولين السياسيين الفرنسيين إلى الحفاظ على التوازنات الاجتماعية الفرنسية".
وبخصوص قرار الرئيس هولاند القاضي بتقليص المساعدات الاجتماعية المقدمة للعائلات الفرنسية، ندد ساركوزي بهذا القرار ووصفه "بالتعسفي". وقال: "لا يمكن أن أتقبل مثل هذا القرار "التعسفي" الذي يضعف من القدرة الشرائية للعائلات الفرنسية في وقت تمر فيه فرنسا بأزمة اقتصادية خانقة". وتساءل: "إلى أين تأخذنا الحكومة الاشتراكية؟".
وإلى ذلك، دعا ساركوزي إلى "ترك الدين في المنزل" وإلى احترام مبدأ العلمانية وقوانين الجمهورية الفرنسية، ودافع عن ضرورة تقديم نفس الوجبة الغذائية لجميع التلاميذ في المدارس، مهما كانت ميولهم الدينية أو أصولهم. كما انتقد أيضا طريقة لباس بعض الفرنسيات، وهو يقصد بالخصوص النقاب، مشيرا أن الفرنسيين لهم تقاليدهم الخاصة ويجب بالتالي احترامها وعدم المساس بها".
ويسعى ساركوزي إلى إقناع مناصري حزب اليمين بأنه الأجدر لقيادة حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" المعارض، ما جعله ينظم عدة لقاءات شعبية لشرح برنامجه السياسي والاقتصادي. وتشير استطلاعات للرأي بفوز ساركوزي بمنصب رئيس الحزب أمام منافسيه برينو لومير وهيرفيه ماريتون في 29 نوفمبر/تشرين الثاني وهو تاريخ تنظيم الانتخابات داخل الحزب.