"ثقافة الصحراء والتنمية .. تحديات ورهانات" محور مائدة مستديرة بالعيون
شكل موضوع "ثقافة الصحراء والتنمية .. تحديات ورهانات" محور مائدة مستديرة نظمها، أمس الجمعة، اتحاد كتاب المغرب - فرع العيون، بشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون - السمارة.
وتنصب هذه المائدة المستديرة، التي تنظم على مدى يومين، بمشاركة ثلة من الباحثين والمهتمين بثقافة الصحراء، حول ثقافة الصحراء وخصائصها وعلاقتها بالتنمية، وكيف يمكن جعل التنمية عنصرا أساسيا للارتقاء بثقافة الصحراء والتعريف بعناصرها ومكوناتها على نحو مثمر وفاعل.
وقارب الباحثون خلال الجلسة الافتتاحية، التي حضرها والي جهة العيون - بوجدور- الساقية الحمراء، يحضيه بوشعاب، موضوع "ثقافة الصحراء والتنمية .. مقاربات سياقية"، حيث تناول هؤلاء الباحثون، الذين ينتمون إلى الأقاليم الصحراوية، الموضوع من خلال الحديث عن "مناطق التقاطع بين الثقافة الحسانية والتنمية الشمولية" و"ثقافة الصحراء .. تشخيص الواقع وسبل المساهمة في التنمية المحلية" و"ثقافة الصحراء وسؤال المستقبل" و"التنمية وسؤال الهوية" و"تأهيل الفضاءات لتزجية الوقت في الزمن الصحراوي" و"تأثير تمثل الإنسان الصحراوي لمجاله على وتيرة التنمية".
كما تقارب الأوراق المقدمة "التراث الحساني في خدمة التنمية المحلية" و"الثقافة والتنمية - رؤى وأبعاد .. ثقافة الصحراء نموذجا"، و"القبيلة في ثقافة الصحراء ورهانات التنمية" و"مركز الدراسات والأبحاث الحسانية ودوره في التنمية الثقافية المحلية".
وأبرز الأساتذة المشاركون، خلال الجلسة الأولى، أن البعد الثقافي للتنمية هو الذي ساهم في الإعلان عن حق الإنسان في الثقافة، وجعله أحد أهم اكتشافات القرن الماضي، مشيرين إلى أن 'ثقافة الصحراء بمقدورها السير نحو الابتكار واعتماد الفكر الخلاق كدعامة أساسية للتنمية المجتمعية، وذلك ضمن مشروع نهضوي شامل ومتنوع، يقوم بالأساس على الاستغلال الأمثل لمختلف الموارد والمؤهلات البشرية والطبيعية".
وأجمعوا على أنه "لا يمكن الحديث عن البعد التنموي لثقافة الصحراء دون مشاركة صانعي القرار السياسي والفاعلين الاجتماعيين المحليين والتنمويين ومختلف المعنيين بدمج عناصر ثقافة الصحراء في السياسة العمومية وداخل الصيرورة الطبيعية والعادية لتنمية المجتمع مع ما تحتاج إليه هذه المسؤولية من حماية التراث الصحراوي بمختلف مكوناته الأدبية والفنية والجمالية، وصون الآثار والوثائق والمخطوطات وتسجيل الفنون الشعبية وتدوينها بالطرق العلمية الحديثة وتشجيع السياحة الصحراوية وجعلها رافعة للتنمية المجتمعية بالمنطقة وإنشاء البنيات التحتية الثقافية ذات العلاقة بالمسألة التراثية (متاحف، صالات العرض، خزانات تراثية..)".