أكد المشاركون في اليوم الدراسي الذي احتضنته جامعة الحسن الثاني بعين الشق الخميس المنصرم على أهمية إدماج النوع الاجتماعي في مشاريع التنمية من أجل التأسيس لمجال عام خال من التمايزات واللامساواة على أساس النوع. وعرف اليوم الدراسي الذي نظمته وحدة البحث "التربية والثقافة والمجال" حضور عدد من الباحثين من بينهم أجانب.
وقالت رجاء نظيفي مسؤولة وحدة البحث "التربية والثقافة والمجال" بأن قضايا التنمية شديدة الارتباط بالتفكير في المجال وكيفية تدبيره مع الاخذ بعين الاعتبار الرجال والنساء على حد سواء. وأكدت ذات المتحدثة ضرورة التساؤل عن المعايير التي تحكم السلوكات الجمعية وخاصة المتعلقة بكل أشكال التمييز المبنية على أساس النوع الاجتماعي.
ومن جهته نبه علي سدجاري إلى الحاجة الملحة لانتظام النساء من أجل حكامة جديدة مادامت أدوار الدولة في هذا الصدد صارت محدودة وتتجه نحو الانحسار والتراجع. ولذلك فإن مسؤولية النساء كبيرة للتفكير في نمط حكامة جديد أكثر ديمقراطية ومبني على المواطنة الحقة .
واعتبر جيل جيلو من جهته ومن خلال سيرة عاملة مغربية أن مكانة النساء معيار دال على مدى نماء المجتمع وتطوره وان الولوج إلى الفضاء العام دلالة على مدى تقدمه. وفي السياق ذاته توقفت الباحثة مكوار عند العلاقة الكائنة بين مفهوم المساواة والمجال من خلا تقديمها لجرد لوضعية المساواة من خلال مقارنة بين السياق المحلي والعالمي مسجلة عدد من المفارقات التي يثبتهاالواقع والممارسة وأثر ذلك على ولوج النساء إلى الفضاؤء العام.
إلى ذلك اعتبرت الباحثة غيثة العراقي الأستاذة الجامعة بكلية الآداب بعين الشق أن هاجس النساء الاساسي هو تجاوز على الحدود المفروضة عليهن. ومن خلال دراستها لرواية أحلام النساء لفاطمة المرنيسي خلصت العراقي إلى أن رغبة دفينة تعتري نساء الرواية من أجل التغيير وتجاوز إطار الحريم الذي يعني التقوقع في إطار مكاني مغلق.
أما الباحثة الإدريسي فقد استعادة مفهوم الثقافة في علاقته بالتربية معتبرة ان الثقافة يجب ان تكون في صلب اهتمامات الفعل النسائي لأنها المجال الرئيسي للتفاعلات والتحولات الاجتماعية كما انها الحاضنة الأساسية لبناء مجال تسود فيه المساواة وتمييز أقل على أساس النوع الاجتماعي وهنا فقط ، تقول الباحثة يمكن أن تتحول الثقافة إلى مصدر للتطور وليس مصدر للكليشيهات والصور النمطية.
يذكر أيضا أن اليوم الدراسي عرف تقديم دراسة حول النوع الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني قدمتها كل من الباحثات باقسام الدكتوراه إيمان النبيلي وهند عسولي ولمياء الاشعري والسعدية التوقي. واستعرضت الدراسة جردا باهم الابحاث الدراسية، وفرق العمل ومختبرات البحث والإنتاجات العلمية.