كشف مجلس قضاء غرداية، اليوم الأحد، أن قوات الأمن اعتقلت 13 شخصا على خلفية تجدد المواجهات ذات الطابع الطائفي، أمس بين مجموعات من شباب المدينة الواقعة على بعد 600 كلم جنوب الجزائر العاصمة، والذي خلف نحو 30 جريحا.
وحسب المجلس، فإن الموقوفين الذين سيحالون في آجال قريبة أمام القضاء، سيتابعون بتهم "التجمهر والاعتداء واستعمال العنف ضد أعوان حفظ النظام العمومي".
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية (واج) أن هؤلاء ألقي عليهم القبض "وهم في حالة تلبس بالطريق العمومي وكانوا يرشقون الحجارة ومواد أخرى مشتعلة"، مضيفة أن عمليات التوقيف التي قامت بها قوات الأمن منذ أمس، مكنت من أن تسترجع هذه المنطقة الهدوء والطمأنينة.
ونقلت (واج) عن مصدر طبي أن نحو ثلاثين شخصا بجروح خلال هذه المناوشات والذين تم نقلهم إلى مصالح المستعجلات للمدينة.
وكان حوالي 15 رجل أمن أصيبوا بجروح ، أمس السبت، في تجدد هذه المواجهات، ضمنهم ضابطان.
ومع بداية المواجهات بين مجموعات من الشباب، تدخلت قوات حفظ الأمن لمنع الاحتكاك مع بعضهما البعض، ليقدم المئات من الشباب على "نصب حواجز باستعمال الإطارات المطاطية المحترقة، ورشق قوات الأمن بالحجارة".
وإزاء ذلك، اضطرت هذه القوات إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، حيث أصيب عدد من المادة لإصابات خطيرة، وفق (واج) التي أوردت أن عددا من التجهيزات الحضرية والممتلكات تعرضت خاصة لأعمال التخريب.
وتأتي هذه الأحداث الجديدة بعد أسابيع قليلة من الهدوء الحذر، كما أنها الأولى من نوعها في عهد الولاية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي ظفر برئاسيات 17 أبريل الماضي.
وتعود آخر هذه الأحداث أياما قليلة قبل هذه الانتخابات حين قتل شخصان وأصيب العشرات بجروح في ظرف 24 ساعة في المواجهات المتجددة، تزامنا مع تظاهر عشرات الميزابيين الأمازيغ بالعاصمة للتنديد ب"صمت" السلطات.
وقد تفجرت تلك المواجهات (13 أبريل) ساعات بعد زيارة قام بها للمنطقة المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل شدد خلالها على أن "الإجراءات المتخذة في التعامل مع الجرائم خلال الأحداث الأخيرة (آنذاك) كان لها الأثر الإيجابي في تعزيز الشعور بالأمان، لاسيما بعد ملاحقة وضبط أغلبية مرتكبي جرائم القتل التي شهدتها الولاية في قطاع الاختصاص وتقديم العشرات من مرتكبي أعمال الشغب والتخريب أمام الجهات القضائية المختصة".
وعلى خلفية ذلك، تجمع مئات الميزابيين الغاضبين بعضهم كان يرتدي أزياء تقليدية، أمام دار الصحافة بالجزائر العاصمة للتنديد ب"القصور" في مواجهة "جرائم القتل" في منطقتهم.
وبغرض إيجاد "حل نهائي وجذري" لهذه الوضعية، وجه أعيان ميزابيون إباضيون بغرداية نداء عممته شبكات التواصل الاجتماعي، يدعون فيه الجيش إلى إيفاد قوات خاصة للمنطقة ل"قطع دابر الفتنة"، وكذا لإقامة مستشفيات ميدانية لعلاج الحرجى.
ولم تثن الدعوات المتكررة التي يصدرها مختلف الفاعلين والتنقلات العديدة لسامي المسؤولين في الدولة، عن مواصلة العنف وتطبيع الوضع في غرداية التي تعرف مواجهات متكررة بين ميزابيين (أمازيغ موالين للتيار الإباضي) وعرب الشعابنة (مالكيون).
وخلفت هذه المواجهات منذ اندلاعها ولغاية الآن نحو عشرة قتلى وعشرات الجرحى، فضلا عن خسائر مادية جسيمة بفعل أعمال التخريب والحرق التي طالت العديد من المحلات السكنية والتجارية والسيارات.