حذر المحلل السياسي شارل سان-برو مدير" مرصد الدراسات الجغرافية السياسية بباريس"، الخميس بدكار، من المغامرة الانفصالية للبوليساريو أحد المصادر الرئيسية لعدم الاستقرار بمنطقة المغرب العربي والساحل.
وأكد سان-برو، في لقاء نظمه فرع مركز الدراسات الديبلوماسية والاستراتيجية بدكار، أنه "حان الوقت لوضع حد للنزاع بشأن الصحراء المغربية". وشدد على أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب يشكل "ورقة طريق غير مسبوقة تأخذ بعين الاعتبار الحقائق المحلية والهوية الخاصة للساكنة"، مبرزا الطابع الاستعجالي لحل هذا النزاع المفتعل الذي يزيد من مخاطر اللاأمن والذي يضاف إلى العديد من العوامل الأخرى (المسببة) للمخاطر بمنطقة الساحل.
ز اعتبر سان-برو "أن محتجزي تندوف هم في الحقيقة رهائن للعبة الجزائرية، ولا يتمتعون بأية حق بالخصوص التنقل بحرية، أو العمل بتبعية كاملة لمرتزقة البوليساريو"، مضيفا أن الشباب الذكور الذين ولدوا بهذه المخيمات "فريسة سهلة لكل الصيادين في المياه العكرة وللمهربين والمجموعات الإرهابية".
وقال إن ذلك جعل من الارتباط بين البوليساريو و تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" أمر لا مفر منه ، موضحا أن البوليساريو ومحتضنتها الجزائر عاملان لعدم الاستقرار".
وقال الخبير الدولي في تحليل السياسات وذكر بأن هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية هو سبب عرقلة البناء المغاربي وهو ما يحد من التنمية الاقتصادية الإقليمية بالتسبب في فقدان معدل 2 في المئة من معدل النمو بالنسبة لكل دولة.
ولم يفت هذا المحلل أن يلقي الضوء على الوضعية الهشة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف ووصفها "بغير المقبولة" على الخصوص أوضاع النساء المأساوية واللائي تتعرض أغلبهن للإنتهاكات أو الاسترقاق وأيضا اختطاف الأطفال تقل أعمارهم عن 5 سنوات من عائلاتهم لإرسالهم إلى كوبا ليتم غسل أدمغتهم و" (تحويلهم) إلى ثوار حقيقيين في خدمة البوليساريو".
ولفت إلى أن قضية الصحراء المغربية تكشف مبدأ عدم التدخل (في شؤون الدول الأخرى) الذي بموجبه لا تتدخل دولة في القضايا الداخلية لدولة أخرى، مبرزا أن "عمق المشكل ليس تصفية الاستعمار وإنما شكل من الإعتداء من طرف الجزائر التي تحتضن على أراضيها مجموعة انفصالية معادية للمغرب".
وأكد سان-برو على ضرورة الاعتراف بكون المغرب كان دائما في مستوى مسؤولياته، موضحا أنه من بين دول قليلة بالمنطقة تملك الوسائل والتصميم الضروري لمكافحة مخاطر عدم الاستقرار بالمغرب العربي وافريقيا جنوب الصحراء.