فكت وحدة مركزية خاصة من الأمن الإسباني لغز جريمة اختطاف مواطن بوليفي لطفلة مغربية، كانت تقيم رفقة عائلتها بإسبانيا، احتجزها لشهور في وسط أدغال غابات الأمازون، وأرغمها على جمع أوراق الكوكايين.
وأعلن القبطان مونيلو، المشرف على الوحدة المركزية للشرطة الإسبانية التي تكلفت بالمهمة، في ندوة صحفية أمس الخميس، بمقر السفارة الإسبانية بالرباط، أن السلطات الأمنية الإسبانية تمكنت من تحرير الطفلة المغربية (10 سنوات)، التي كانت مختطفة من طرف أحد البوليفيين، وأن العملية جرت بتعاون بين شرطة مدريد وأجهزة الحرس المدني بإقليم كاتالونيا ببرشلونة، وبين السلطات الأمنية في بوليفيا.
وأكد القبطان الإسباني أن السلطات الأمنية الإسبانية تمكنت من تتبع مختلف خطوات الاختطاف من أجل تحرير الطفلة المغربية، التي اختطفت واحتجزت على الأراضي البوليفية طيلة شهور، مبرزا أن وحدات الأمن الإسباني باشرت عملها فور توصلها بشكاية من أسرة الطفلة، التي أبلغت عن جريمة الاختطاف على يد جارها، ذي الجنسية البوليفية، الذي كان يعمل في البناء بإسبانيا، بعدما اقترح على العائلة أن يأخذ معه الطفلة لزيارة بوليفيا خلال العطلة المدرسية، الأمر الذي وافقت عليه الأسرة.
وأوضح المسؤول أن الوحدة الأمنية الإسبانية الخاصة انتقلت إلى بوليفيا، وأن التحقيق استكمل بتاريخ 13 مارس الجاري، وأمكن تحرير الطفلة بعد تنسيق أمني بين الوحدة الخاصة وممثلين عن زراعة الكوكايين وسط قرية أمازونية شهيرة بزراعة والاتجار في الكوكَايِين، توجد بإقليم شاباري ببوليفيا.
وأضاف المسؤول الأمني "بعد توصلنا بالشكاية من طرف الأسرة دققنا في الموضوع وتوصلنا إلى أن الأسرة المغربية وافقت على سفر طفلتها بمعية جارها البوليفي"، مشيرا إلى أن الأسرة المغربية تيقنت بأن السفر تحول إلى اختطاف، بعدما انقطع الاتصال مع الطفلة والشخص البوليفي الذي اصطحبها معه.
وبعد التحقيق الأولي للسلطات الأمنية الإسبانية تبين أن الشخص البوليفي يحمل هوية مزيفة، إلا أن فريق المحققين تمكن من تحديد دائرة اتصالاته بأشخاص في بوليفيا، وجرى إشعار السلطات الأمنية البوليفية بكل المعطيات عبر شرطة الإنتربول الدولية من خلال تحرير مذكرة للضبط والإحضار.
وبينت التحريات أن المختطف سبق أن سجن ببوليفيا بعدما اغتصب أختيه، إلا أنه لم يسجن طويلا بسبب تنازل أم المغتصبتين. كما بينت التحريات أنه ينتمي إلى طائفة إنجيلية للبعثة الإسرائيلية، وهي عبارة عن تجمع إثني ينتمي لما يسمى ب "الميثاق العالمي الجديد".
وبعد جمع كل تلك المعطيات الدقيقة، شرعت السلطات الأمنية والدبلوماسية الإسبانية بالتنسيق مع نظيرتيهما في البوليفيا، بهدف الترخيص لوجود ميداني لوحدة خاصة من الشرطة الإسبانية فوق التراب البوليفي، وانتقل الطرفان إلى تمشيط مداشر أمازونية، استعملت فيها الوحدة الأمنية المركزية الإسبانية طائرة هليكوبتر، وبعدها تمكنا من تحرير الطفلة المغربية وجدت مخبأة بمنطقة قروية وإيقاف المختطف، ونقلهما إلى مدينة بوشابامبا التي نفذت فيها الإجراءات المسطرية الممكّنة لنقل الفتاة المحررة صوب التراب الإسباني بمعية عناصر الوحدة الخاصة، بينما أبقي على المختطف بأحد السجون البوليفية لاستكمال التحقيقات وكشف الملابسات المتعلقة بجريمة الاختطاف والاغتصاب للطفلة المغربية، التي كان يقدمها لسكان القرية البوليفية بأنها زوجته، رغم صغر سنها، لأن تلك القرية لها تقاليد تبيح زواج الفتيات في سن مبكرة جدا