تمكنت السلطات الجزائرية من السيطرة على الموجة العنيفة من المواجهات المذهبية التي استمرت حوالي اسبوع في غرداية. و استعانت السلطات الجزائرية بعشرة آلاف شرطي ودركي لبسط الامن ولو جزئيا على المدينة الواقعة على بعد 600 كم جنوب الجزائر العاصمة، إلا ان المتاجر والمدارس بقيت مغلقة اذ تندلع اشتباكات متقطعة بين السكان بين الفين و الآخر.
وأسفرت الموجة الاخيرة من المواجهات المذهبية بين العرب المالكيين والميزابيين الاباضيين، منذ اندلاعها في 11 مارس، عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح حوالي 200 آخرين، فضلا عن احراق مئات المحال التجارية، الامر الذي ساهم في شل الحياة في المدينة. كما أغلقت المدارس مند ثلاثة أشهر مما يهدد المتمدرسين بعام أبيض.
وفي محاولة للسيطرة على الاوضاع الامنية، انتشر حوالي عشرة الاف شرطي ودركي، من بينهم افواج من الوحدات الخاصة.وتحلق فوق المدينة بشكل مستمر مروحية تابعة للدرك الوطني.
وبرغم الانتشار الامني، تندلع بين حين وآخر مواجهات وخاصة في حي الحاج مسعود، الذي شهد مقتل الاشخاص الثلاثة، وحيث حصن السكان انفسهم بحواجز من الصفيح والأثاث القديم.
واستغل التجار وصول تعزيزات الدرك لإفراغ محلاتهم من السلع الموجودة فيها، خشية حرقها. وكان وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز وعد، الاحد خلال زيارته غرداية، بالتحقيق لكشف هوية الذين يقفون وراء القتلة.
وفي اول تحرك للقضاء، اصدرت محكمة غرداية الثلاثاء احكاما بالسجن بين ثلاثة و18 شهرا بحق عشرة اشخاص اوقفوا اثر المواجهات، وذلك بتهمة "التجمهر على الطريق العام".
يذكر انه في كل مرة يسقط قتلى في غرداية، تتحرك قوى الامن لتامين المدينة لكنها قد تضطر هذه المرة للبقاء لوقت اطول خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 17 ابريل.
ودخل الرئيس الجزائري المريض، عبد العزيز بوتفليقة، على خط الازمة المستعرة في غرداية، متوعدا المتسببين فيها بالعقاب الشديد. ذلك ما كشفه اجتماع أمني موسع استدعي إليه كبار المسؤولين الأمنيين في الجزائر، بغية تدارس تداعيات العنف المتواصل في المدينة منذ أكثر من 3 أشهر وعقب زيارة رئيس الوزراء بالنيابة يوسف يوسفي للمنطقة السبت.
وقالت مصادر إعلامية محلية ، إن الوزير قدم تقريرا مفصلا حول مهمته في المدينة ورؤيته للوضع المتسم بتواصل المناوشات وعمليات التخريب في مواقع عديدة منها، حيث شهدت عدة أحياء هجمات ومشادات بين شباب وعناصر الشرطة.
ودعا أعيان المنطقة إلى عدم التفريق بين المواطنين ومعاملتهم على قدم المساواة وأن تشمل التغطية الأمنية كل مكان في غرداية.
لكن كل الاحتمالات تبقى مفتوحة بسبب درجة الاحتقان الطائفي بين العرب المالكيين والميزابيين الاباضيين بغرداية، و التي تخفي صراعا دفينا دام عقودا من الزمن ، لكنه ضل خامدا إلى ان وصل لدرجة البركان الذي انفجر مؤخرا و يهدد بصراع طائفي بالجزائر.