طغت الخلافات بين المشاركين في الندوة التي نظمتها جريدة العالم الامازيغي، حول موضوع مقتل عباس المساعدي وتصفية جيش التحرير من خلال مذكرات محجوبي احرضان، فباستثناء المؤرخ زكي مبارك الذي كان يسند كل أقواله إلى وثائق تاريخية، اختار كلا من المسناوي وخواجة الانتصار لمواقفهم السياسية وارسال التهم لمن لا يشاركهم الرأي معتمين في ذلك على قراءتهم للإحداث وعلى تفسير الخلافات البينية والمناطقية ،التي نشأت بين أعضاء جيش التحرير " وهو ما أكده احد قادة جيش التحرير الحاضرين" وكذا خلافات وجهات النظر بين جيش التحرير والقادة السياسيين، لصالح وجهة نطر معينة تنتصر لمواقفهم واطرحاتهم.
وهو ما رد عليه المؤرخ زكي مبارك ،بضرورة التفريق بين المذكرات ، وكتابة التاريخ من خلال اعتماد المذكرات المختلفة والتي لاشك أنها تحمل العديد من المعطيات التي تساعد المؤرخ النزيه على التمحيص والتدقيق للوصول الى حقيقية الأحداث.
الاتهامات التي وجهها الخواجة لعبد الكريم الخطيب بالمساهمة في قتل عباس المساعدي تنازعه له قيادة جيش التحرير، أخرجت ابن ألمساعدي الخليل ، عن تحفظه ، فمد بعض الوثائق والمراسلات إلى زكي مبارك في المنصة، أملا في تفنيد ما ذهب إليه المتدخل الأستاذ خواجه.
تدخلات القاعة وبعض الوثائق التي دافع بها البعض عن وجهت نظره ، لم تخف من الخلافات الواضحة حول واقعة مقتل المساعدي وما لها من علاقة برغبة من ظرف البعض حينذاك في إقبار جيش التحرير والو تزعمه والسيطرة على قراره، كان الأمر يتعلق بحرب مواقع، يبدو أنها لازالت مستمرة في المغرب ، اعتمادا على تفسيرات مختلفة للماضي.