يبدو أن الأخ الذي لم تلده أم إلياس، عاد لعادته القديمة في سلاطة اللسان و خلط الحابل بالنابل. و الحقيقة أن فم أنوزلا جبل على فلتات اللسان و زلات القلم حتى و إن كانت تؤدي للسجن، ليظهر بمظهر البطل المغوار و المناضل الصلب، رغم انه باع المتضامنين معه برسالة التوبة المعروفة.
و مناسبة هذا الكلام هو الرسالة التي بعثها "الأخ الذي لم تلده آم إلياس" للنشاط المشبوه بأمستردام المعنون باللقاء "للتضامن والمطالبة باطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالمغرب". اللقاء جمع عددا من الأسماء كهند عروب و سالم التامك و التدموري . لكن أنوزلا الذي يجرجر ورائه عددا من قضايا النشر، لم يستطع السفر لأمستردام بحكم القانون، فأرسل رسالة المزايدة و المساومة لعله و عسى يلوي يد العدالة فيما ينتظره في باقي الايام.
الأخ أنوزلا تساءل بكل بلادة عن "من يتحمل المسؤولية الأولى عن كل هده المآسي ، هو الحكم ممثلا في القصر وأدواته، فهو الذي حمى ويحمي الجلادين والمفسدين، وكما كان يقول مناضل الجماهير الشعبية المهدي بن بركة فإن”أي انتقاد يوجه للحكم في شكله السطحي، لا يعدو وأن يكون كلاما فارغا وديماغوجية”، ونحن هنا أبعد ما نكون إلى الديماغوجية وأقرب ما نكون إلى الحرية في اختيار كلماتنا وشكل انتقادنا للماسكين الحقيقيين لمقاليد الحكم الغاصب لحرية أبناء شعبنا والناهب لثروات بلادنا".
أنوزلا نسي أن الحكم الذي نعته بكونه يحمي الجلادين ، هو من سمح له بالخروج من زنزانته بعدما كاد وسواس الانحباس يقضي عليه بسجن سلا. و المهم في مجمل رسالة البهتان التي بعثها أنوزلا لجمع من محترفي المزايدات السياسوية بأمستردام ، يجمعه معهم ، نكران الجميل و العقوق و العدمية. و عوض أن يفتخر ببلده المغرب الذي رفع رأسه بين الأمم و جعل منه إنسانا ، تجده يتحين الفرص للبصق على جنسيته كأمثال ناكري الجميل. أنوزلا الذي هو في الحقيقة في حالة سراح مؤقت ، كان يريد معاملة خاصة، ليسافر و يسرح و يمرح في أوروبا عكس باقي بني جلدته الذين تقفل في وجوهم الحدود. و في الأخير لا يمكن لمن يطالب بتطبيق القانون إلا أن يمتثل للقانون عوض إطلاق العنان للسانه السليط للضغط على استقلال العدالة.