القاسم المشترك بين ديماغوجية العدل و الإحسان و آلة الدعاية الجزائرية الموروثة عن العهود الستالينية هو البلادة. فمن اجل خلف البلبة لدى الرأي العام المغربي ، يعتقد الاثنان أن نشر بعض الإشاعات عن الملك محمد السادس سيفي بالغرض, لكن النتيجة تأتي عكسية، لان المغاربة يعرفون محمد السادس جيدا و يعرفون دخله و حتى مصارفه المنشورة في الجريدة الرسمية و حتى في الصحافة المغربية.
و عكس الملك محمد السادس الذي قالت لنا العدل و الإحسان أن دخله 96 مليون دولار سنويا و انه ازداد ب60 في المائة هذه السنة، مستندة حسب زعمها لمجلة امريكية، فإننا لا نعرف حجم ثروات مليونيرات العدل و الإحسان و من أين جائت، هل من التهريب أم من التهرب الضريبي؟ و نحن لا نعرف حجم ثروة بوتفليقة سواء عبد العزيز او السعيد.
بلادة العدل و الإحسان التي نشرت الخبر بموقعها في نفس اليوم الذي سافر فيه الملك محمد السادس في زيارة هامة للولايات المتحدة، لا تعرف أن في المغرب أناس ثرواتهم أكبر بكثير من المبلغ المنشور، كما أن 96 مليون دولار هو رصيد رجل أعمال صغير في بلد كبلجيكا.
العنوان الرنان "مجلة أمريكية: ملك المغرب أعلى الملوك دخلا في العالم" لا يعدو أن يكون هرطقة جديدة لجماعة الخرافة، التي عادت لسفسطة ما يسمى "جمع الفاعل السياسي الأول في المغرب بين ممارسة السياسة ومزاولة التجارة والاقتصاد، خاصة وأن شعار "فصل السلطة عن الثروة" رُفع عاليا إبان الحراك المغربي، ومن جهة حول سياسات الدولة التي تنحو نحو التقشف حين يتعلق الأمر بالقطاعات الاجتماعية التي تمس فئات الشعب في الوقت الذي تتيح فيه للحاكم ميزانيات ضخمة لا يمكن مناقشتها".
الربيع العربي الكل عرف من يقف من وراء و ما هي نتائجه، أما البيع و الشراء فمن حق أي شخص التجارة و تأسيس الشركات. أما إذا كانت العدل و الإحسان تريد فقط لاتباعها المتاجرة بكل شيء مع عدم أداء مستحاق الدولة من ضرائب و جمارك ، فالأولى لها أن تصمت، لكونها آخر من يتحدث عن الضوابط، فأتباعها يتاجرون في كل شيء حتى في الويسكي المهرب.