تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، يحتفل المكتب الوطني للسكك الحديدية هذه السنة بالذكرى الخمسين لتأسيسه و التي تتزامن مع مئوية السكك الحديدية بالمغرب .
هذا الاحتفال المزدوج يكتسي أهمية بالغة ويستحق أن نتوقف عنده لاعتبارين. أولا، لأن الأمر يتعلق بخطوة تاريخية لجعل المغاربة، وخاصة الأجيال الشابة، يعيشون مراحل حقبة غنية بالرموز والتي رافق وشكل القطار خلالها التغيرات السوسيو-اقتصادية في بلادنا. وثانيا لأن هذا الاحتفال يأتي عشية عهد جديد يستعد فيه المكتب الوطني للسكك الحديدية إلى وضع أولى لبنات القطار فائقالسرعة وهي سابقة في القارة الإفريقية وفي العالم العربي .
منذ100 سنة، أنشئ أول خط للسكك الحديدية كان يربط بين مدينة الدار البيضاء و برشيد، في إطار الشبكة العسكرية التي أسستها فرنسا لتموين الجنود. 50سنة بعد ذلك، ستؤول إدارة منشأة السكك الحديدية إلى سيادة الدولة المغربية وسيحل المكتب الوطني للسكك الحديدية مكان الشركات العاملة في القطاع. فأصبحت مهمة المكتب هي إدارة وصيانة الشبكة وتسيير خدمات النقل العام للمسافرين والبضائع.
ومنذ ذلك الحين، قطعت أشواط طويلة، حققت إنجازات، مرت تجارب عديدة والكثير من التحديات !فقد تم الانتقال من العربات الخشبية التي كانت تسمى "بالدرجة الاقتصادية" في السبعينات إلى القاطرات ذات الحركة التي تقدم اليوم رحلات منتظمة على محور الدار البيضاء-الرباط، ومن المحطات الكلاسيكية، التي كانت تمثل نقطة عبور عادية بين المدينة والقطار، إلى المركبات السككية متعددة الخدمات بكل من مراكش، فاس، طنجة … ثم من محطات نقل البضائع التي كانت تشكل عرقلة بوسط المدن، إلى المحطات اللوجستيكية العصرية المرتبطة بالمحاور الاقتصادية الاستراتيجية في كل من طنجة المتوسط، الدار البيضاء .
والنتائج خير دليل على ذلك! فشعبية القطار في تزايد مستمر. فعدد المسافرين يزداد مرتين أسرع من الحركية الوطنية وما يقارب 80٪ منهم يصرحون أنهم راضون عن خدماتنا، وخدمات نقل البضائع لا تتوقف عن النموفي محيط تنافسي شرس،كما أن المؤشرات المالية والإنتاجية تشجعنا على متابعة مسار التقدم في خدمة السكك الحديدية والمغرب.
اليوم، بعد مرور 50سنة، يستمر المكتب الوطني للسكك الحديدية في النمو. كل يوم، كل خطوة، كل عامل سككي ينظر إلى المستقبل. مشروع القطار فائق السرعة لخط طنجة-الدار البيضاء هو أفضل دليل على أن المغرب يطمح أن يكون في طليعة الدول التي قطعت أشواطا طويلة في طريق البناء مع الاستفادة كذلك من حصيلة هذه التكنولوجيا فيما يخص إعداد التراب الوطنيو النمو المستدام و الحركية للجميع