أشاد الرئيس المالي الجديد السيد إبراهيم بوباكار كيتا بمواقف الملك محمد السادس وخاصة في جانبها الإنساني.
وأعرب الرئيس المالي ، في خطاب ألقاه اليوم بباماكو خلال الحفل الرسمي لتنصيبه ،الذي حضره حوالي عشرين رئيس دولة وحكومة، عن شكره العميق للملك محمد السادس الذي شكل حضوره هذا الحفل “شرفا كبيرا للشعب المالي”.
وقال الرئيس المالي الجديد “إن حضوركم اليوم ، يا صاحب الجلالة ، ليعد ، بالتأكيد، عربون تقدير وصداقة سنظل ممتنين لكم عليها إلى الأبد” ، مذكرا بأن حضور جلالة الملك حفل بداية ولاية فخامته يأتي “بعد مرور خمسين سنة على ذلك الذي شكل مصدر فخر واعتزاز لمالي (الرئيس موديبو كيتا) حين استقبل جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني .
وأكد الرئيس إبراهيم بوباكار كيتا أن مبادرة جلالة الملك الأخيرة حول اللاجئين والمهاجرين تعد “دليلا ساطعا على التزامكم الإنساني”.
وأبرز الروابط التي جمعت على الدوام المغرب ومالي ، تلك الروابط التي نسجت خيوطها عبر القرون وأرسى أسسها أحمد بابار السوداني وعدد من ألمع الفقهاء والعلماء، معربا عن ترحيبه بجلالة الملك بمالي” البلد الذي هو ليس بالغريب على جلالتكم”.
وقد أقيم اليوم الخميس بباماكو حفل التنصيب الرسمي للرئيس إبراهيم بوباكار كيتا بحضور حوالي عشرين رئيس دولة وحكومة .
و قال الملك محمد السادس في خطاب هام خلال حفل تنصيب الرئيس المالي أن حضوره في هذا اليوم الحافل بالدلالات، هو خير تعبير عن مشاعر الصداقة التي يكنها الشعب المغربي لشعب مالي، ودليل على تشبثه بالعلاقات المتميزة التي تربطهما.
مضيفا "إن الحضور القوي لأصدقاء مالي اليوم في باماكو، لخير دليل على التزامهم المشترك بالاستمرار في دعمهم الوفي لكم في مهمتكم الدقيقة والمثيرة في نفس الوقت".
و اعتبر الملك محمد السادس إن التفرد الثقافي الذي يتميز به مالي كان دائما وما يزال يشكل أحد المكونات الأساسية للتراث الإسلامي وللهوية الإفريقية.
لذا،" فإن أي مبادرة دولية يتم التنسيق بشأنها دون إيلاء البعد الثقافي والعقائدي الأهمية التي يستحقها، سيكون مصيرها الفشل. فالشراكة التي تعتزم المملكة المغربية عرضها، من أجل إعادة بناء مالي، ماديا ومعنويا، تندرج تماما ضمن هذا التوجه".
كما اعتبر "إن الإسلام في المغرب وفي مالي واحد، ممارسة وتقاليدا. إنه إسلام متشبع بنفس القيم المبنية على الوسطية والاعتدال، وبنفس تعاليم التسامح والانفتاح على الأخر. كما أنه يظل عماد الوشائج الروحية التي تجمع على الدوام بين بلدينا".
واعتبارا لهذا الرباط العقائدي المشترك، أعرب الملك محمد السادس عن ترحيبه بالاتفاق الذي سيتم توقيعه والمتعلق بتكوين 500 إمام مالي في المغرب خلال السنوات المقبلة. وسيخصص هذا التكوين، الذي يمتد على مدى سنتين، بالأساس، لدراسة المذهب المالكي والتعاليم الفقهية والأخلاقية التي تنبذ كل أنواع الغلو والتكفير.
و اعتبر الملك محمد السادس أن حلم مالي كبلد ينعم بالسلم قد أصبح اليوم حقيقة. وفي هذه الصفحة الجديدة التي تكتب من تاريخ مالي فإن المغرب سيظل الشريك الملتزم والوفي لمالي.