اعتبر المحلل السياسي ميلود بلقاضي أن من الطبيعي أن يكون رد فعل بعض صقور العدالة و التنمية عنيفا بعض الخطاب الملكي الذي انتقد التخلي عن المخطط ألاستعجالي، مضيفا أن الصقور ربطوا بين المخطط و بين وزير في الحكومة السابقة كان ينتمي للأصالة و المعاصرة. و قال بلقاضي أن صقور العدالة و التنمية ربما اعتقدوا أن وراء القضية احد مستشاري الملك .
و أضاف بلقاضي في تصريح ل"زووم بريس" انه يجب التمييز بين الموقف الرسمي لحزب العدالة و التنمية و الذي يعبر عنه الأمين العام، و بين تصريحات لبرلمانيين و قياديين في الحزب يعبرون عن وجهة نظرهم.
و استرسل بلقاضي أن هناك من يتخوف من عودة الملف للتكنوقراط مرة أخرى و هو ما يبرر الخرجات المذكورة. لكن لا يجب أن لا ننسى المسؤولية التي يتحملها المديرون و مدبرو القطاع باعتبارهم أطرا عليا معينة بظهار ملكية. و اختتم بلقاضي قوله أن ردود فعل صقور العدالة و التنمية يجب أن توضع أيضا في سياقها العام.
تدبدب و ضبابية في الرؤية
من جهته اعتبر المحلل السياسي نذير المومني أن قطاع التعليم بمختلف مستوياته هو تخطيط بعيد المدى و لا يمكن لدورة التخطيط أن تدخل في الولاية التشريعية آو مدة حكومة معينة، و بالتالي فالتعليم له بعد استراتيجي لا يمكن اختزاله في مدة انتداب حكومي. و قال نذير المومني أن الحكومة الحالية كسرت خط التخطيط في مجال التعليم الذي حدده البرنامج ألاستعجالي ، فألوفا اختار عدم التخطيط و الداودي جاء بمخطط 2013 2016 يعرف عددا من الاختلالات.
و اعتبر نذير المومني في تصريح ل"زووم بريس" أن هذه المعطيات تبرز الدور الدستوري للملك و الجانب الاستراتيجي للخطاب الملكي ، فالخطاب دعوة لتجاوز مدة الانتداب الحكومي في التخطيط للتعليم. و من ثم التذكير بالمخطط ألاستعجالي الذي تم التوافق علية بإشراك عدد من الفرقاء و المتدخلين قصد تحديد التوجهات العمومية.
كما ذكر المومني بالعمل الاستراتيجي لتقرير الخمسينية الذي كان لزاما استحضاره في العمل الحكومي ، "لكن يبدو أن الحكومة الحالية خططت من منظورها هي فقط" يقول المومني. و اعتبر المتحدث أن الخطاب و طرح الموضوع هو في قلب الاختصاصات ت الدستورية للملك من هذا المنظور الشمولي.
و يرى محللون أن المواقف المعبر عنها من قبل الصقور تخفي نوعا من تقاسم الأدوار بين الجناح الدعوي و السياسي و بين تيارين في الحزب، و هو ما يظهر في ردود عبد العزيز أفتاتي و عبد العالي حامي الدين، آمنة ماء العينين و أحمد الهيلالي، في حين جائت مواقف عبد الله بها و رضا بنخلدون مخالفة لهم.
و اعتبر المومني أن تصريحات الصقور داخل حزب بنكيران عادية في حزب تمرس في المعارضة لسنوات و و صل لتدبير الشأن العام.، معطيا مثالا بما كان يحدث داخل الاتحاد الاشتراكي عقب حكومة التناوب، متسائلا هل سيستطيع العدالة و التنمية هيكلة الحزب مستقبل؟ ذلك ما ستجيب عليه المرحلة القادمة".