لم يتقبل قياديون وبرلمانيون في حزب العدالة والتنمية النقد و الخطاب الصريح الذي أبداه الخطاب الملكي في ذكرى ثورة الملك والشعب تجاه الحكومة، وخاصة ما يتعلق بتدبيرها لملف إصلاح التعليم.
ودخل النائب المثير للجدل عبد العزيز أفتاتي على الخط ليمنع الكل من انتقاد الحكومة كما تدخل عبد العالي حامي الدين وأمينة ماء العينين لانتقاد الخطاب الملكي بشكل لا يخلو أحيانا من البوليميك مثلما فعلت البرلمانية أمينة ماء العينين و عبد الله بوانو و عبد الصمد الادريسي. كما دخل على الخط أيضا أمحمد الهلالي نائب رئيس حركة التوحيد والاصلاح ليروج لنظرية المؤامرة .
و عكس المجموعة السالفة الذكر أكد باحثون و محللون على اهمية الخطاب و توقيته المناسب، كما اعتبروا تدخل الملك جاء في صميم اختصاصاته كرئيس للدولة و كمحدد للسياسات العامة و الجوهرية.
و قال عبد الرحيم منار السليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس أكدال، أن جلالة الملك أكد على أن الاستراتيجيات العامة لا يمكن أن تكون موضوع صراعات حزبية أو سياسوية.
وأوضح منار السليمي أن الخطاب الملكي فيه " تنبيه للحكومة بأن دورها هو تثبيت السياسات التي وضعتها الحكومات السابقة وبأنها لا يمكن أن تنطلق من فراغ "، مضيفا أن جلالة الملك " يمارس من خلال هذه التوجيهات صلاحياته الدستورية كممثل للدولة وكمسؤول عن الاستراتيجيات الاساسية للبلاد ".
وأضاف أن الخطاب الملكي، الذي كان تقييما لعمل الحكومة بعد مرور 20 شهرا على تنصيبها، تضمن رسالتين، الأولى موجهة إلى الحكومة ومرتبطة بالاختلالات الموجودة على مستوى تنزيل النصوص الدستورية، والثانية إلى الفاعلين السياسيين حيث انتقد جلالته طبيعة النقاشات السياسية الرائجة واستعمل لهجة ومصطلحات قوية شدد من خلالها على أن السياسة ليست مبنية على والقذف السب، وأن هناك مجالات غير قابلة لأن تكون موضوع صراعات سياسية ومنها قطاع التربية والتكوين.
كما ذكر جلالة الملك في هذا الخطاب، يضيف السليمي، بأنه " فوق الاحزاب السياسية وأن شأن الدولة والاستراتيجيات العامة شأن مرتبط برئيس الدولة وأن تشكيل الحكومة شأن يرتبط برئيسها ".
و فيما استغرب عدد من المتتبعين للشان السياسي من رد الفعل المتشنج لقياديين من العدالة و التنمية حول الخطاب، اعتبروا رد الفعل نوعا من الهروب إلى الامام و رفضا لطرح القضايا الاجتماعية بتجرد و بعيدا عن المزايدات السياسية. و مما يزكي هذا الطرح هو التهجم من طرف نفس القياديين على الاصالة و المعاصرة و على أسماء اخرى لا علاقة لها بالمناسبة و لا بالموضوع المثار.