تفتقت عبقرية علي أنوزلا ليتحول بقدرة قادر إلى ناصح لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، طالبا إياه بالتحلي بالشجاعة والجرأة معا، و" بالاعتذار للشعب، وتقديم نقد ذاتي حقيقي من أجل إعادة الثقة المفقودة لدى الناس في السياسيين وفي العمل السياسي".
أنوزلا لا يريد الاستقرار و الأمن و الأمان للمغاربة ، بل يقترح على بنكيران النموذج السوري أو ما تعيشه دول "الخريف العربي" من انهيار و فوضى على جميع الأصعدة من انهيار للعملة و هروب المستثمرين الأجانب و إفلاس قطاع السياحة نهائيا. فأنوزلا لا يرى إلا الخراب من حوله من الجزائر إلى سوريا، فأصبح النموذج المغربي بالنسبة له حالة نشاز.
أنزولا الفاشل في تحليلاته و في رؤيته الملغومة، ينصح بنكيران بالانتحار السياسي، ناسيا أن بنكيران استطاع أن يدبر منعرجات السياسة مند عقود دون حاجة لنصائح أنوزلا و أمثاله من عديمي البصيرة و التبصر.
إن هرطقات أنوزلا حول الوضعية التي تعيشها حكومة بنكيران ليست سوى سما مدسوسا في العسل، و مزايدات شعبوية رخيصة شبيهة بشعارات الثورجيين الجوفاء من قبيل العودة للشعب و الاصطفاف في خندق الجماهير الشعبية... و ما إلى ذلك من خطب رنانة سمعناها مند الخمسينات تحت يافطة القومية و الاشتراكية و التحرر....و التي لا تؤدي إلا لخدمة فئة صغيرة من الرفاق الثوريين.
إن خروج حزب من أغلبية حكومية و دخول آخر، أمر عادي في كل حكومات العالم، فإيطاليا و بلجيكا بقتا بدون حكومة لأزيد من سنه. و هناك من الحكومات من لا تعمر سوى ثلاثة أشهر. و رغم كل ذلك تبيع لنا إيطاليا السيارات و الشاحنات و حتى السلاح و يدخلها السياح و المهاجرون السريون من كل حدب و صوب.
أما أن يأتي شخص تافه يبحث له عن مجد على حساب المغاربة، لينصح سياسيا مخضرما فذلك من علامات الانحطاط الفكري، ففاقد الشيء لا يعطيه.
و ليطمأن الفضولي الذي يحشر نفسه في منعرجات السياسة و شؤون الأحزاب الداخلية، ففي المغرب لا يمكن لحزب خرج أو دخل أن يقلب موازين السياسة . فكل ما يمكن أن يقوم به هو تنشيط الدورة السياسية بين الفينة و الأخرى. أما خطابات الشعب و ما يدور في فلك الشعارات الرنانة فهذا الشعب الذي يباع و يشترى به في الشعارات ، يعرف جيدا من يصدرها و يتعامل معها بالامبالات و الضحك و النكتة مرة في بعض الاحيان.