دعا حزب نداء تونس العلماني المعارض الخميس الى حل الحكومة التي يقودها اسلاميون وتكوين حكومة انقاذ في تصعيد للضغوط القوية على الحكومة التونسية بعد يوم واحد من اطاحة الجيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي.
وأعادت الاطاحة بمرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في مصر الامل لكثير من المعارضين العلمانيين في تونس الذي يقولون ان الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية تسعى للسيطرة على كل مفاصل الدولة.
لكن المسؤولين في تونس قالوا ان حدوث السيناريو المصري امر مستبعد.
ودعا نداء تونس وهو أشرس حزب معارض ويقوده رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي في بيان "الى حل الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ مكونة من كفاءات بعد مشاورات."
وتتهم المعارضة العلمانية الحكومة بانها فشلت في التخفيف من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين مثل البطالة وايضا بالتساهل مع جماعات دينية متشددة. لكن الحكومة تنفي هذه الاتهامات وتقول ان المعارضة تسعى الى التقليل من انجازاتها لدواع سياسية.
والاربعاء أطلق نشطاء تونسيون حركة تمرد معارضة شبيهة بحملة تمرد مصر التي قادت الدعوة الى مظاهرات حاشدة انتهت بعزل الجيش للرئيس الاسلامي.
وقال منظمون ان هدفهم هو وقف اعمال صياغة الدستور الجديد وحل الحكومة على غرار الحملة التي ادت في مصر الى انقلاب عسكري تحت ضغط شعبي، كما قال احد منظميها محمد بنور الخميس.
واكد بنور "لا نريد أي دعم من الاحزاب السياسية لحماية مصداقيتنا".
وقال الشاب الذي وصف نفسه بانه "متمرد" و"موظف في شركة" انه تم جمع 180 الف توقيع تقريبا خلال ثلاثة ايام "معظمها عبر الاتصال المباشر بالمواطنين في جميع انحاء تونس".
وفجر اغتيال المعارض شكري بلعيد في فبرايراسوأ أزمة في تونس منذ الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل اكثر من عامين. لكن الحكومة نجحت في الخروج من الازمة وعينت رئيس وزراء جديدا.
عير ان الاطاحة بمرسي يمكن ان تلقي بآثارها على تونس حيث توجد معارضة علمانية قوية.
ودعت الصحف التونسية الخميس التحالف الحاكم في تونس الذي يقوده اسلاميو حزب النهضة ان "يستخلص الدروس" من إقدام الجيش المصري على عزل الرئيس محمد مرسي وتصحيح الأوضاع هناك التي شارفت على ازمة خطيرة.
وما تزال الأوضاع السياسية في تونس راوح مكانها بعد مرور أكثر من عامين ونصف العام على سقوط نظام بن علي.
ويرى محللون ان الوضع الاقتصادي المتأزم هو الدافع الاساسي في نجاح الثورة الثانية في مصر غير مستبعدين ان تصل رياح التغيير الى تونس خاصة وان البلد الذي يعتمد على السياحة يعيش ازمة اقتصادية طالت الطبقة المتوسطة التي كانت تمثل الاغلبية في تونس.
واستبعد علي العريض رئيس الوزراء التونسي حدوث هذا السيناريو المصري في بلاده.
واستند العريض في تكهناته على "ثقته الكبيرة في وعي التونسيين وقدرتهم على قياس إمكانيات البلاد"، لكن في المقابل يقر زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي بتراجع شعبية الحركة بعد تسلمها السلطة".
وقال رئيس البلاد المرزوقي ان جيش تونس جمهوري لا يتدخل في السياسة وتونس مختلفة عن مصر لأنها لديها جدول اعمال سياسي واضح مع قرب الانتهاء من الدستور والاعداد لانتخابات نهاية العام الحالي.
يشار الى ان تونس بخلاف مصر يحكمها ائتلاف ثلاثي بقيادة اسلاميي حزب النهضة ولكنه يضم ايضا حزبي المؤتمر والتكتل اليساريين العلمانيين.
ويواجه الائتلاف منذ عام ونصف صعوبات في ايجاد التوافق الضروري على مشروع دستور جديد لتونس تقوم على اساسه مؤسسات دائمة.