تحولت الندوة الصحافية ل"هيومن رايتس ووتش" لفضاء إنزال مكثف لعدد من أسر المعتقلين في عدد من الملفات كبلعيرج و إكديم إزيك كما حضر مولاي هشام وهند عروب و احمد بن الصديق و القاضي محمد عنبر و حركة المعطلين.
و عوض ان تناقش الندوة أسئلة الصحافيين ، تحولت لحلقة لكي يطرح كل واحد مشكلته مع الدولة أو مع جهة معينة مما أفقد الندوة الطابع الاخباري و الهدف الذي عقدت من اجله.
و تم عرض شريط قصير خلال الندوة الصحافية يتضمن شهادات لمعتقلين سابقين في ملف إكديم إزيك و لصديق كبوري و سمير برادلي، و الذين صرحوا بتوقيعهم على محاضر لا تتضمن حقيقة تصريحاتهم.
و قال إريك غولدشتاين عن هيومن رايتس ووتش خلال الندوة الصحافية لتقديم تقرير أصدرته الجمعة تحت عنوان" المحاكمات الجائرة بناء على الاعترافات التي دونتها الشرطة في المغرب"، إن محاكم المغرب تدين المتهمين بناء على اعترافات يزعمون أنها تم الحصول عليها من خلال التعذيب أو أنها مزورة من قبل الشرطة.
و اعتبر غولدشتاين ان الحالات التي تضمنها التقرير ليست سوى عينات و ذلك تجنبا للانتقادات الحادة التي وجهها محمد السلمي عن اللجنة الحقوفية للعدل و الاحسان لغياب الاشارة لمعتقلي الجماعة في التقرير.
كما اعتبر غولدشتاين اعتماد القضاة على محاضر الشرطة القضائية رغم اعلان المتهمين بعدم صدقيتها، ليس سلوكا ممنهجا للقضاة، لكن في القضايا السياسية الكبرى يلاحظ اعتماد القضاة كليا على تلك المحاضر.
و يستعرض التقرير – المكوّن من 100 صفحة – بعنوان "وقِّع هنا فحسب: المحاكمات الجائرة بناء على الاعترافات التي دوّنتها الشرطة في المغرب"، خمس محاكمات بين عامي 2009 و 2013 لما مجموعه 77 شخصا - بما في ذلك محتجين من حركة عشرين فبراير، ونشطاء صحراويين، ومتهمين بالإرهاب. وخلصت هيومن رايتس ووتش إلى أن القضاة في القضايا التي تم فحصها قد فشلوا في التحقيق بجدية في ادعاءات متهمين أن اعترافاتهم انتزعت بوسائل غير مشروعة ومن ثم استخدموا تلك الاعترافات بصفتها الدليل الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، للإدانة. وقالت هيومن رايتس ووتش إن هذا الإخفاق من قبل المحاكم يشجع فعليا الشرطة على استخدام التعذيب وسوء المعاملة والتزوير للحصول على اعترافات.