اتهم مثقفون وسياسيون وزير الثقافة المصري الجديد علاء عبد العزيز المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر بمحاولة "أخونة الوزارة"، وذلك على خلفية اقالات وصفت ب"المسيسة" لثلاثة من قيادات الوزارة ، وهم مديرة الاوبرا المصرية إيناس عبد الدايم، وأحمد مجاهد رئيس الهية العامة للكتاب، وصلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر سعيد توفيق الذي قدم استقالته اليوم الاربعاء من منصبه أن استقالته تأتي "احتجاجا على سياسة وزير الثقافة في تصعيد صغار الموظفين ممن ينتمون للإخوان وسوء معاملته لكبار قيادات الوزارة".
وكان قرار وزير الثقافة بإقالة مديرة دار الاوبرا المصرية قد خلف ردود فعل ساخطة في أوساط الموظفين والفنانين حيث قرروا خلال اجتماع عقد اليوم الاعتصام ووقف كافة فعاليات الأوبرا على جميع مسارحها بالإضافة حفلات الفرق الأجنبية للمطالبة بإقالة الوزير.
وتصاعدت وتيرة هذه الاحتجاجات بعد انضمام عدد من الفنانين والمثقفين لحركة الاستقالات من المناصب ومقاطعة النشاطات الثقافية ، حيث أعلن اليوم الشاعر المصري الكبير أحمد عبد المعطي حجازي استقالته من رئاسة تحرير"مجلة إبداع" الفصلية الثقافية ، حيث اعتبر أن ما يقوم به وزير الثقافة هو" استمرار لعمليات يراد بها التنكيل بالمعارضين وتكميم الأفواه والأصوات..والقضاء على كل القوى التي ترفع مطالب الثورة".
وقد تلت استقالة حجازي استقالات جماعية لأعضاء مجلس أمناء "بيت الشعر" المصري ، فيما أعلن عدد من الفنانين المصريين الغاء حفلات في دار الاوبرا تضامنا مع المحتجين.
وكان وزير الثقافة علاء عبد العزيز المنتمي لحزب "التوحيد العربي" ذو المرجعية الدينية أعلن في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية أن التغييرات الجارية حاليا في مختلف قطاعات وزارته هدفها "ضخ دماء ورؤى جديدة لإحداث حراك ثقافي يعبرعن ثورة 25 جانفي".
غير أن قوى سياسية معارضة اعتبرت تلك التغييرات "مسيسة وغير مبررة"، وأعلنت تضامنها مع الاحتجاجات ضد قرارات الوزير.