انهار النموذج المثالي لإسلاميي العدالة و التنمية في المغرب بين عشية و ضحاها، فقد خرجت مظاهرات عارمة للأتراك ضد حكم حزب العدالة و التنمية التركي و هيمنته على الحياة العامة و أسلمة الدولة و المجتمع. و لطالما اتخذ إسلاميو المغرب من النموذج التركي مثالا يحتدى به، لدرجة أن الكثير من قياديي حزب العدالة و التنمية يرسلون أبنائهم للدراسة بتركيا.
و اندلعت المظاهرات في 15 مدينة تركية من بينها اسطنبول التي تشهد مظاهرات ضخمة في ميدان تقسيم حيث تقع حديقة غيزي بارك التاريخية التي تريد الحكومة بناء مركز تجاري وثقافي مكانها . و وقعت اشتباكات بين الشرطة و متظاهرين حيث استعملت القوة لتفريق المتظاهرين الذين بدروهم رشقوا الشرطة بالحجارة. ووسط تصاعد الأحداث، دعا حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب العلمانية المعارضة، إلى تظاهرات حاشدة لإقالة الحكومة.
وكانت صحيفة "حرييات" التركية قد أشارت إلى أن رئاسة الوزراء طلبت دعما أمنيا لحماية مقر الحكومة في أنقرة من الشرطة والجيش، وتم إغلاق المنطقة أمام المشاة والمرور ووضعت حواجز أمنية تحسبا لامتداد تظاهرات اسطنبول إلى العاصمة.
كما كان أردوغان قد طالب المتظاهرين، السبت، بوقف فوري للمظاهرات، التي تعد الأعنف ضد الحكومة منذ سنوات، في الوقت الذي اشتبك محتجون مع شرطة مكافحة الشغب في اسطنبول لليوم الثاني على التوالي.
وندد أردوغان بالاحتجاجات التي وقعت في اسطنبول، ووصفها بأنها أزمة "مفتعلة ولا مبرر لها"، وقال إن "قطع الأشجار هو لمصلحة اسطنبول لبناء الجسر الثالث الذي سيخدم المدينة". وأشار إلى أن المعارضة تروج أكاذيب لإشعال الموقف، وأن هناك أكاذيب يتم ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي.
و يقول منتقدون لحكم أردوغان أنهم يشعرون بقلق من تسلطه وما يصفونه بتدخل حكومته في الحياة الخاصة، وفرض قيود أكثر صرامة على مبيعات الخمر. و يبدو أن خريف حكم أبناء نجم الدين أربكان بدأ يلوح في الافق و هو ما يسبب قلقا بالغا عند الحكومات الإخوانية في بلدان الربيع العربي .