بعد 49 سنة يعود إلى أرض الوطن مساء اليوم الجمعة المقاوم محمد عبروق الذي كان قد غادر المغرب سنة 1964 رفقة عبد الفتاح سباطة و مجموعة من المناضلين الاتحاديين هربا من حملة القمع التي عرفها المغرب خلال ماضي الانتهاكات.
عودة المقاوم عبروق بشكل طوعي إلى أرض الوطن الذي يعد أحد أعضاء المقاومة الوطنية التي قادت الكفاح ضد الاستعمار تأتي تتويجا للمجهود الذي قام به المجلس الوطني لحقوق الإنسان في إطار متابعته لمسلسل تسوية الملفات المرتبطة بماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان .
والمقاوم محمد عبروق الذي ساهم في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ضمن مجموعة الشباب التي كانت تعمل إلى جانب المهدي بن بركة، كان قد خرج من المغرب وانقطعت أخباره بصفة نهائية وورد اسمه ضمن لائحة ضحايا الانتهاكات المجهولي المصير،خاصة وأن عائلته كانت قد تقدمت بملفه لدى هيئة الإنصاف والمصالحة باعتباره مجهول المصير .
وأفاد المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى أن لجنته المكلفة بمتابعة ملفات هيئة الإنصاف والمصالحة كانت قد تابعت ملف عبروق، حيث تمكن المجلس من تحديد مكان إقامته بتعاون مع وزارة الخارجية ووزارة الداخلية، حيث أسفرت التحريات أنه كان يعمل لدى منظمة التحرير ببلغراد تحت اسم عيسى البغدادي.
وأشار إلى أن تقرير المجلس حول متابعة توصيات الهيئة الصادر سنة 2010 أورد اسم المقاوم محمد
عبروق العلمي ضمن الحالات التي تم التوصل إلى نتائج حولها مؤكدا أن اختفاءه كان لأسباب سياسية.
هذا وكان محمد عبروق العلمي قد استقر بيوغوسلافيا، بتدخل من المهدي بن بركة ، حيث تابع دراسته العليا بكلية العلوم الاجتماعية، وبعد نهاية دراسته عمل كإطار بمكتب منظمة التحرير الفلسطينية بعاصمة يوغوسلافيا بلغراد، واستمر يناضل مع الفلسطينيين إلى أن حصل على تقاعده سنة 2007.