وجه الشيخ محمد الفيزازي انتقادات لاذعة للمستعرب الفرنسي جيل كبيل المتخصص في الجماعات الإسلامية . و كانت أخبار اليوم قد أجرت حوارا مطولا من جيل كبيل المعروف بسطحية تحليلاته و عدم معرفته بعمق و خبايا الحركات الإسلامية, لكن مع ذلك تبقى كتاباته رائجة خصوصا بعد هجمات 11 سبتمبر حيث أدمن على الجلوس في قنوات التلفزة الفرنسية.
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الباحث الفرنسي [جيل كيبل] يؤسفني أن أقول لك: أنت كاذب.
نشرت جريدة أخبار اليوم عدد: 1060 حوارا مع الباحث الفرنسي "جيل كيبل" حول السلفيين في العالم عموما وفي المغرب خصوصا... ومما جاء في قوله [محمد الفزازي في البداية اتهم بالتورط في كثير من الأمور. فهو كان يعطي دروسا في يناير 2000 بمدينة هامبورج الألمانية، وبالضبط بالمسجد الذي كان يرتاده منفذوا هجمات 11 شتنبر وبالخصوص المصري محمد عطا، و"الإماراتي" مروان الشيحي وغيرهما. ولكنه كذلك كان بطريقة ما "سلفي صاحب الجلالة": (le salafiste de sa majesté )
فهو لا يتردد بالقيام ببعض الاستفزاز بيد أنه كان يقوم بنقل بعض المعلومات.. ثم بعد ذلك اتهم بالتورط بشكل من الأشكال في هجمات 16 ماي 2003 بالدار البيضاء وبعد خروجه من السجن قدم الولاء للسلطة...إلخ]
وردا على هذا التخريف الغريب، و [التخربيق] العجيب، أقول:
كيف لشخص باحث في الحركات الإسلامية أن يجعل من بحثه عبارات هائمة وعائمة لا تستقر على صدق ولا حقيقة. فأنا لست سلفيا يا جيل كيبل، هذه واحدة. ودروسي في هامبورك كانت دروسا عابرة خلال أيام عطلة معدودة... وهذه الثانية. والدليل على ذلك أنه في يناير 2000 كنت لا زلت أمارس التدريس في المغرب وأن انتقالي إلى ألمانيا كان في عطلة رأس السنة الميلادية وهي حوالي 10 أيام ليس إلا، والثالثة أن دعوتي كانت إلى ألمانيا من قِبَل الودادية المغربية التي يرأسها السيد العلوي... وهو شخص أبعد ما يكون عن السلفية وحتى الإخوانية بُعد السماء عن الأرض... والرابعة أنني كنت يومها خطيبا رسميا بمسجد الداخلة بطنجة... وهذا يقصي كل توهم بأنني كنت إماما في مسجد القدس بمدينة همبورج حيث لا يمكن أن أكون إماما هنا وهناك في نفس الوقت.
هذا ولقد استيقنت المخابرات الألمانية قبل غيرها أنه لم تكن لي أي علاقة بمن ذكرت من رجال القاعدة الذين قاموا بتفجيرات 11 شتنبر 2001 وأيقنت بأنه لا صلة تجمعني بهم البتة. وكذلك المخابرات الأمريكية والمغربية... ولهذا لم أتباع في القضية من قريب ولا من بعيد. ويكفي دليلا دامغا على هذا أن السفارة الأمريكية في عهد الرئيس أوباما زارتني في بيتي ثلاث مرات في إطار سياسة التقارب مع كل شخصية أو هيئة أو جماعة إسلامية لا تؤمن بالعنف والإرهاب... ويكفيك دليلا مفحما أيضا أن ملك البلاد قد أصدر أمره بالإفراج عني من غير أي مناسبة تذكر كما تجري بذلك العادة، وفي هذا أكبر دليل على براءتي من تهمة التفجيرات الإرهابية في 16 ماي... فإذا كنت قد قدمت الشكر للملك على ذلك... فهو أقل ما يمكن أن يفعله مظلوم مثلي أنصفَه ملك مثله. ثم كيف أكون سلفيا وجهاديا مع القاعدة ومستفزا ومتورطا في أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية... وفي نفس الوقت سلفيا لصاحب الجلالة بطريقة ما، وناقلا للمعلومات قبل السجن، ثم بعد الخروج منه مقدما الولاء للسلطة؟ ما هذا الخلط والخبط ياموسيو جيل؟
هل تستطيع أن تقدم دليلا واحدا على أي معلومة واهية وهاوية من معلوماتك؟ لا ولن تستطيع... ويؤسفني أن أقول لك أنت كاذب.
أما بخصوص ولائنا للسعودية وما إلى ذلك من الهذيان فقد كفاني الشيخ أبو حفص مؤنة الرد، حيث إني متفق معه في كل ما قال...
إنني لست ورقة كلينيكس للاستعمال الآني... ولا يمكن لأي أحد أن يستعملني خارج قناعتي العقدية والفكرية والسياسية... كائنا من كان. غير أن اجتهادي في العمل من داخل المؤسسات الرسمية للمغرب الذي تسميه المخزن، وولائي للاستقرار المغربي واستثنائه، والعمل بكل ما أطيق من أجل التغيير الإيجابي على الطريقة المغربية السلمية والآمنة معترفا بمؤسسة إمارة المؤمنين التي لا يفهم فيها الغربيون أمثالك شيئا.... هو اجتهاد عن قناعة ورضى ... وهو ما يشرفني ويجعلني محترما من الكل في هذه البلاد. فماذا يضيرني أن يغمز مثلك في مصداقيتي وإخلاصي لديني وبلدي؟؟ ..