دعا المفكر الفرنسي من أصل جزائري ٬ مالك شبل٬ الى الدفاع عن "اسلام الأنوار" الذي يجسد القيم الانسانية الخالدة٬ انفتاحا وتسامحا وتطلعا الى المستقبل.
وقال مالك شبل٬ في لقاء نظمته مكتبة "كليلة ودمنة"٬ أمس الخميس بالرباط٬ إن "الاسلام كما أفهمه يستوعب بالضرورة فكرة الأنوار: التسامح٬ الانفتاح٬ احترام الآخر ونشدان التقدم".
وجاء لقاء المفكر المتخصص في الأنثرولوجيا والأديان في إطار تقديم كتابه "تغيير الاسلام" الذي يوثق مساهمات شخصيات فكرية مسلمة حملت لواء الإصلاح الديني الاسلامي٬ وينهل في هذا الإطار من عطاءات مفكرين مغاربة من قبيل محمد عابد الجابري وعبد الله العروي.
ويشدد مالك شبل على أن الاصلاح رهان ملح من أجل مصالحة الدين مع مستجدات الواقع الموضوعي وتبديد الصورة المشوهة التي يسوقها الاعلام الغربي عن الاسلام بوصفه "دينا محرضا على الارهاب"٬ والحال أن الاسلام -يضيف المفكر- "دين حامل لقيم السلام والجمال".
وتجاه التراث الاجتهادي الأصولي٬ يؤكد مالك شبل على أن فقهاء وعلماء الاسلام في الماضي قدموا اجتهادات جديرة بالاحترام وكانوا ناطقين باسم احتياجات واقعهم٬ وبالتالي فإن علماء اليوم مطالبون أيضا بالجرأة في تقديم إجابات عن أسئلة الراهن. وفي هذا السياق٬ يتساءل الباحث : "اين نحن اليوم من الطروحات التي قدمها عالم مجدد مثل علال الفاسي في كتابه 'النقد الذاتي".
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أعرب مالك شبل عن قناعته بأن الاسلام متوائم تماما مع قيم الحداثة والتقدم٬ وقد أبان عن قدرته في مراحل تاريخية عديدة عن قدرته على التكيف مع مستجدات العصور.
إن الاصلاح خيار حتمي بالنسبة لهذا المفكر في خضم الاضطرابات والانتقالات التي يعرفها العالم العربي الاسلامي٬ من أجل انتزاع المكانة اللائقة بدين ينتمي اليه حوالي مليار ونصف انسان٬ عبر القارات الخمس.