نشب خلاف بين نشطاء من الحركة الامازيغية و الشيخ محمد الفزازي وصل إلى حد البدء بالانسحاب من ندوة "العولمة الثقافية و قيم المجتمع" المنظمة في إطار الأيام الثقافية لطلبة مدرسة علوم الإعلام بالنسبة للفيزازي.
و ساد نوع من الجلبة و التنابز بين مسير الندوة و النشطاء الامازيغ احتجاجا على نعث الفيزازي الامازيغ بالبربر. ؤو اعتبر الفيزازي ماحدث مجرد سوء فهم بالنسبة للاما زيغ مخاطبا إياهم بقولهم انأ أساند الامازيغية. و خاطب الفيزازي احد النشطاء قائلا انا اخاطبك كمسلم امازيغي و يجب ان تتأدبوا أيها المسلمون الامازيغ، فأجابه واحد منهم أنا لست مسلما. كما احتج النشطاء على تقزيم عدد المعقبين من صفوفهم و هو ما خلق نوعا من الجلبة في القاعة.
و اعتبر الفيزازي في مداخلته أن قيم الإسلام تسموا فوق كل القيم الكونية مستدلا بقوله ان الاسلام كل شمولي مثلما يقول العلمانيون بشمولية المواثيق الدولية. و اعتبر الفيزازي أن الاسلام شيء و الحداثة و العالمية شيء مؤكدا ان الاسلام يعلو و لا يعلى عليه.
و لم تخل مداخلة الفيزازي في المناظرة التي شارك فيها أيضا احمد عصيد و عبد الغني مندب، من طرائف حيث رد على مداخلة عصيد الذي قارن بين الاسلام في السعودية و المغرب قائلا أنه لا يرى في السعودية نموذجا و أن كثيرا من السافرات في المغرب هم أحسن من المنقبات هناك، لكون نقابهن ليس سوى ظاهريا. و قال أن ما يجري في السعودية على مستوى الدولة بعيد كل البعد عن الاسلام. و قال أن المحجبة في السعودية يمكن ان تتحول لأمريكية إذا وجدت الحرية.
و اعتبر ما يحدث من جلوس النساء مع الرجال في قاعة الندوة ليس اختلاطا فالاختلاط على رأيه هو اختلاط الحليب بالقهوة بمعنى التلامس, كما انتقد الفيزازي فتوى إرضاع الرجل من قبل زميلته في العمل ليحرم عليها. كما ا نتقد بعض أصحاب الفتاوى المضحة دون أن يسميهم في إشارة منه للزمزمي. و اعتبر الفيزازي ان بعض المفتين في المغرب وضعوا انفسهم موضع الإهانة. و اعتبر الفيزازي أن من يقول أنه مسلم يعتبر مرجعيته هي الإسلام في كل مناحي الحياة...
من جهته أكد عبد الغني مندب أنه من المغالطة القول أن العرب و المسلمين هم من تهدد هويتهم العولمة ، في حين ان هناك ثقافات أخرى أكثر تجدرا في التاريخ ساهمت في الحضارة، و اعتبر أن العولمة لا تهدد ثقافة البعض بل هناك انفتاح مجتمع على الأخر كما اعتبر الدين فوق المجتمع لكونه سابق عن الشرائع السماوية.
و اعتبر احمد عصيد أن العلاقة بين الثقافات هي ليست علاقة غلبة و تحصين، فلا توجد ثقافة منصهرة في ثقافة أخرى لأن هنا ك خصوصيات, و اعتبر عصيد أن المغرب مند ليوطي يعيش نظام قيم مزدوج، فهناك تساكن بين نظام تقليدي كالمخزن و نظام عصري في الإدارة و المعاملات مثل التساكن الموجود في أنماط اللباس و في نفس الأسرة، حيث نجد العصري و المحافظ.
و النتيجة نوع من أللخبطة و قلق هوياتي متصاعد ينطلق مند الاستقلال تجلى في قيم الأصالة و القومية و الامازيغية ثم المد الاسلامي. و اعتبر عصيد أن الدولة إذا كانت تعترف بأقلية يهودية فإنها لا تعترف بأقليات أخرى كالمسيحيين و الشيعة و الادينيين.
او إذا كان عصيد يرى ان هناك تداخل بيت العصري و التقليدي فإن الفيزازي يرى أن قيم الاسلام لا يمكن أن تنصهر في الحداثة و المعاصرة فهناك قيم الاسلام الشمولية التي تأخد ككل و لا تجزأ.