أصبحت موضة إنشاء مراكز الأبحاث و الدراسات الوهمية و إصدار التقارير الفارغة و المستنسخة عملة رائجة هذه الأيام. فاستجداء التمويلات و منح البحث العلمي في الجامعات الأوروبية أصبح القوت اليومي لمن تقطعت بهم السبل. فكل يوم نسمع عن مركز للدراسات الإستراتيجية و البحث المتعدد التخصصات لأشخاص نكرة لا يقربون لا من بعيد و لا من قريب للمواضيع التي يرتمون عليها.
و المناسبة هو صدور التقرير الصادر عن "مركز هيباتيا الاسكندرية للتفكير والدراسات"توصلت به حصريا المواقع الالكترونية التي تنهل من نفس المنبع. التقرير الذي لا نعلم أين و متى أنجز، قالت صاحبته في خلاصتها الألمعية أن لجوء السلطات المغربية إلى العنف كتعبير عن "خلل في بنية السلطة وطريقة مقاربتها للأوضاع وفي علاقتها بمحكوميها المتسمة بالتوجس والريبة الأمر الذي يفسر اللجوء إلى العقاب الجماعي".
و بطبيعة الحال التقرير الفارغ و الغير العلمي الذي اعتمد على قصاصات الجرائد و المواقع ستهلل له نفس الأطراف التي أصدرته بصفات و ألقاب متعددة. فسوف تحيي فيه جديته و انفراده و نقده الجدري و الموضوعي.
و الحقيقة أن التقرير هو فضيحة بكل المقاييس، و لا يمكن أن نقول في حقه إلا انه تقرير فارغ و منسوخ و لا قيمة علمية له, و الأكثر من ذلك أن من يعتمدونه و يكتبون عنه ليسوا سوى جزأ من المسرحية.