كشف عبد القادر بومسيلة، الرئيس المدير العام السابق لميناء بجاية أن الجزائر لا تتوفر على موانئ تنافسية بالمقارنة مع ميناء طنجة المتوسط الذي يرتبط بـ100 وجهة عالمية، مما حوله إلى أول ميناء للاستيراد بالنسبة للجزائريين وخاصة بعد إعلان شركة الشحن البحري "سي ام أ سي جي ام" الأسبوع الماضي، أنها ستشرع في تحويل جميع الحاويات الموجهة نحو الجزائر إلى ميناء طنجة قبل إعادة شحنها نحو الجزائر.
و مما زاد من هيمنة ميناء طنجة المتوسط توفره على شبكة للربط الطرقي و السسككي لا مثيل لها في شمال إفريقيا تمكنه من الربط بكل المدن الجزائرية عبر الطريق السيار.
و قال رضا حمياني رئيس منتدى رؤساء المؤسسات ، إن الجزائر ورثت 14 منشأة مينائية منذ زمن الاستعمار الفرنسي، أولها ميناء العاصمة الجزائر الذي تأسس سنة 1860، ولكنها فشلت منذ الاستقلال في بناء ميناء بالمعايير العالمية في المياه العميقة، وأصحبت تابعة كليا لشركات الشحن البحري الأجنبية والموانئ الأوروبية وميناء طنجة المغربي، الذي أنجز في نهاية العشرية الأولى الأخيرة بمبلغ لا يتجاوز 7 مليار دولار.
و يرى عدد من المحللين أن فكرة إنشاء ميناء من حجم طنجة المتوسط تدخل في إطار رؤية متكاملة لسياسة الاوراش الكبرى ترتبط بمجالات الطرق السيارة و الربط السككي الفائق السرعة و الأقطاب التكنلوجية الجديدة.
و من المرتقب أن يصبح ميناء طنجة المتوسط في غضون السنوات القادمة قطبا إقتصاديا إقليميا و دوليا ينافس اكبر الموانئ العالمية، مستفيدا من موقعه الاستراتيجي و من توافد عمالقة الصناعة الميكانيكية على الاستقرار بالقرب منه للاستفادة من خدمات الشحن البحري الذي يوفرها.