خرج علينا الشيخ المغراوي صاحب مهزلة تزويج فتاة تسع سنوات، بفتوى غريبة لا تجيز "معاونة فرنسا" على حربها على الإرهاب بمالي.
المغراوي الرجل المنتمي للقرون الماضية، ما زال يفكر بعقلية الحروب الصليبية و لا يفهم أن العالم تغير و أصبح يخضع لشيء يسمى القانون الدولي و العلاقات الدولية. فمنطق التحريم و البطلان الشرعي لا مكان له في العلاقات الدولية. و المغراوي و من يسيرون على نمطه يعطون بدفاعهم عن جماعات متطرفة كأنصار الدين، الغطاء الشرعي و الديني للإرهاب أينما حل و ارتحل.
إن من يدخل في مثل هذه السجالات، لا يعدو أن يكون مؤيدا لللصوص و قطاع الطرق من أمثال عصابات مختار الأعور، الذي ارتكب جريمة عابرة للدول في جنوب الجزائر.
إن المغراوي الذي خصص له موقع" لكم" حيزا خاصا بصفحته، لا يعدو أن يكون رجلا بسيطا لا يعرفه أحد ، و نموذجا حيا للفكر الماضوي الغير منسجم مع روح العصر. بل الأكثر من ذلك أن المغراوي و أمثاله يعطون صورة سيئة عن المغرب كبلد تعشش فيه أوكار التطرف الديني و التزمت المذهبي .
و الحقيقية التي لا يريد أن يفهما البعض أن المذاهب المتزمتة لم تستطع قط أن تضع لها موقع قدم في المغرب مند قرون. فهذا البلد كان دائما منفتحا و رافضا للمذاهب الوافدة من الشرق و للغلو في جميع أشكال تطبيق تعاليم الدين.
و لعل قدرنا اليوم أن نبقى متساكنين مع أناس ينتمون لأزمنة غابرة بعقولهم و يعيشون معنا بأجسادهم فقط القرن الواحد و العشرون.