ا
تحولت نشرة "الحصاد المغاربي" لوجبة ثقيلة الهضم على المشاهدين القلائل لها بالمغرب، فبالإضافة إلى الوجوه العبوسة و المتجهمة التي لا توحي سوى بالألم و الاكتئاب ، تتعمد القناة صب النار على الزيت لإذكاء الفتن و النعرة الطائفية تحت شتى المسميات كالحراك و الربيع و المطالب الشعبية.
و بالإضافة إلى الخط التحريضي الذي يبدو متحكما في مسار الأخبار و انتقائها بعناية، يبدو أن من يقوم بالعملية بعيد كل البعد عن فهم الواقع المغربي بدقائق أموره. فالحطب ألمغاربي قد نضب مند مدة لتغذية فرن الجزيرة الذي لا يهدئ، آكلا الأخضر و اليابس دون مراعاة لا للعروبة و لا للإسلام و حتى لليهودية التي تدافع عنها القناة في بعض الأحايين حين يتعلق الأمر بمصلحة جزيرة قطر.
نشرة الحصاد ألمغاربي أصبحت لا تبث سوى الأغاليط ، و تستضيف كل من هب و دب على الهواء . و ما يدعو للتساؤل هو كيف لقناة ذائعة الصيت تسقط في فخ أغلاط عديدة قد لا يعيرها المشاهد العادي اهتماما، لكنها ذات مغزى عميق. فنشرة 8 يناير أشارت أن المحكمة الإدارية أجلت قضية شباط إلى يوم 10 يناير و هو غلط، فالقضية أمام المحكمة الابتدائية بالرباط، و الأكثر من ذلك أن ثمة ثلاثة قضايا معروضة أمام نفس المحكمة و تهم نفس الحزب. و قدمت الجزيرة الخبر كأنه نهاية العالم في المغرب، في حين أن صراعات الأحزاب المغربية لا تنتهي و هي شيء عادي جدا، كمذكرة شباط المطالبة بالتعديل الحكومي، و هو ما لم يفهمه ربما المتحكمون في خط الجزيرة.
و الأكثر من ذلك هو أخبار ما يسمى بحركة 20 فبراير التي تقدمها كأنها زلزال من تحت الأرض و تبث عنها أخبارا لا وجود لها سوى في شعارات الحركة. و ما لا يعرفه المتصيدون في الماء العكر، أن أخبارها حول البلد لا يتلقفها سوى من تحدثت معهم، لكون مصادرها غير مضبوطة و هي رأي واحد و لا وجود للرأي الآخر.
و الحقيقة المرة بالنسبة لقناة الفتنة هو أن جمهورها في انحصار، الله أم القنوات الرياضية التي تجلب الجماهير الشغوفة بتتبع مباريات كرة القدم بتعاليقها المثيرة للضحك و القريبة من التهريج عوض التعليق الرياضي.