قررت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمراكش، اليوم الثلاثاء، ارجاء البث في قضية المتابعين في ملف اختطاف رضيع وتكوين عصابة والاتجار في البشر، إلى 16 يناير المقبل، لاستدعاء أمّ الطفل التي تغيّبت عن الجلسة .
ويتابع المتهمون، وهم طبيب وزوجان ووالدة الزوجة ووسيط، منذ أواخر شهر أكتوبر الماضي، في حالة اعتقال، بعد إنهاء قاضي التحقيق التحقيقات التفصيلية في هذه القضية.
وجاءت إحالة المتهمين على المحاكمة بعد انتهاء قاضي التحقيق من الاستماع إلى مجموعة من الشهود، والاستنطاق الابتدائي والتفصيلي للمتهمين وإجراء مواجهات بينهم، من جهة، ومع والدي الرضيع المختطف، من جهة ثانية، قبل أن يخلص إلى أن التحقيق الذي أجراه أنتج أدلة كافية على ارتكابهم للتهم التي تابعتهم بها النيابة العامة، والمتعلقة بـ”الاختطاف، والاتجار في البشر، ومحاولة إخفاء هوية طفل”، و”المشاركة في التهم السابقة”، كل حسب المنسوب إليه، ويحيل الملف على الوكيل العام للملك، مطلعا إيّاه على نتائج التحقيق الذي أجراه، ليصدر هذا الأخير، من جهته، ملتمسه النهائي بشأن انتهاء التحقيق، ويحيل المتهمين على المحاكمة أمام الغرفة المذكورة.
ومثل المتهمون في حالة اعتقال، بعد أن رفضت الغرفة الجنحية لمرّتين متتاليتين في أقل من شهر، ملتمسات بإخلاء سبيلهم ومنحهم السراح المؤقت، إذ أيّدت الغرفة قرار قاضي التحقيق، ولم تستجب للطعن الذي تقدم به محامو المتهمين ضد قرار متابعتهم في حالة اعتقال.
ويتابع في هذا الملف كل من طبيب يمتلك عيادة للطب العام بحي “الحرش” بمراكش، وهو المتهم الأول في الملف، وشخص يملك مجموعة من الملاهي الليلية بالمدينة، وزوجته، التي يشتبه في أنها اشترت الرضيع من الطبيب مقابل مبلغ 35 ألف درهم، سلمته منها 15 ألف درهم، قبل أن يتم توقيفها من طرف الأمن، بالإضافة إلى والدتها وسائقها اللذين كانا على علم بتفاصيل الاتفاق بين الطبيب والمتهمة بشراء الوليد المختطف، وتسلماه منه لينقلاه إليها.
وكانت الشرطة أوقفت المتهمين، بتاريخ 26 شتنبر المنصرم، إثر تلقيها لإشعار من طرف إدارة المركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمراكش، في الساعات الأولى من صباح اليوم نفسه، باختطاف رضيع حديث الولادة من طرف شخص قدم نفسه للأم على أنه طبيب، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي مكّن من التوصل إلى الفاعل الرئيس، الذي تم توقيفه إلى جانب الوسيط، الذي قام بنقل الرضيع، كما جرى تحديد مكان وجود المولود المختطف، إذ عُثر عليه بمنزل زوجين يقطنان بالمدينة.
كما كشفت التحريات الأولية أن الطبيب المشتبه فيه كان يعالج المرأة التي عثر على الرضيع بمنزلها، والتي تعاني من مشكل في الإنجاب، وأنه قام باختطاف المولود وتسليمه إليها مقابل مبلغ مالي.
وكان مستشفى ابن طفيل بمراكش شهد، خلال شهر أكتوبر المنصرم، اختطاف رضيع ذكر من أمه، وتسليمه إلى سيدة كانت تتابع علاجها لدى الطبيب المشار إليه، والتي أثبتت الكشوفات الطبية عجزها عن الإنجاب؛ وهو ما دفعها وزوجها وأمها إلى التفكير في عملية اختطاف طفل. وتمكنت مصالح ولاية أمن مراكش، بتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من فك لغز القضية سابقة الذكر، وإيقاف المتهم الأول (الطبيب) والوسيط، بعد مداهمة منزل بحي تاركة الراقي، والعثور على الرضيع.