كشفت التحقيقات الجارية مع أفراد خلية مالي أن هذه الشبكة الإرهابية كانت بصدد الإعداد لإرسال مقاتلين جدد إلى شمال مالي عبر الحدود المغربية الموريتانية بعد أن تمكنت من إرساء علاقات وطيدة مع عناصر متطرفة تنشط جنوب المملكة.
وأشارت المعلومات الجديدة ان ناشط صحراوي بالعيون استطاع استقطاب عدد من أفراد الخلية بالصحراء . و قالت نفس المصادر أن الناشط يدعى علوات بابا عرف عنه أنه من أنصار البوليساريو، وكان يرتبط معهم بعلاقات متينة، وهو ما اعتبره عدد من المراقبين إشارة على وجود خيط رابط بين البوليساريو و ما يدور من فلتان أمني خطير في مالي.
وأوضحت المصادر أن علوات بابا المتزوج من مالية سبق له تجنيد أربعة صحراويين كانوا من المتعاطفين مع البوليساريو كما أن أغلب المتطوعين الجهاديين قبل توجههم إلى القتال بشمال مالي يتم إرسالهم إلى تندوف، حيث يحصلون على كافة المعطيات العسكرية بإشراف من قيادات عسكرية محلية، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة سلبية حول ظروف إنشاء وتحرك القاعدة في المغرب الإسلامي، وبمباركة من قيادات أمنية من بوليساريو الذين دخلوا في صفقات مشبوهة قوامها المال مقابل السلاح و التهريب و التحكم في مسالك الصحراء الكبرى.
و كشفت المعطيات الجديدة عن حقائق خطيرة مفادها أن كثيرا من المقاتلين الذين يحلون بمخيمات تندوف يكون الهدف الأول هو الحصول على ثبوت الهوية، قصد التحرك داخل المنطقة، حيث غالبا ما يتم منحهم صفة مواطن صحراوي من المخيمات، مشيرة إلى أن العملية تتم وفق مخطط مدروس وبمباركة من جهات لها مصلحة في خلق بؤرة لعدم الاستقرار في المنطقة.
و يتكلف مغربي آخر معروف لدى المصالح الامنية و هو نور الدين اليوبي، أحد الوجوه المعروفة داخل "جماعة القاعدة المقاتلة بالمغرب الإسلامي"، الذي يتكفل بعمليات إيصال المتطوعين انطلاقا من المغرب، في اتجاه أماكن تواجد" الحركة من اجل التوحيد والجهاد بإفرقيا الشرقية".
و أصبحت هاتان الجماعتان الارهابيتان بؤرة استقطاب الجهاديين المغاربة حيث تضم أزيد من 20
شخصا بشمال مالي من بينهم معتقلون إسلاميون سابقون إلتحقوا بشمال مالي عبر عدد من المسارات كالجزائر ،موريتانيا او ليبيا.
و تتوفر "جماعة القاعدة المقاتلة بالمغرب الاسلامي" على سيولة مالية مهمة جراء اعمال الخطف و اللصوصية ، و قد سبق لأحد أعضائها و هو مصطفى القديوي ان اعتقل في أكتوبر 2012 لدى عودته من مخيمات " جماعة القاعدة" و بحوزته مبالغ مالية ضخمة قصد تمويل عمليات ترحيل الجهاديين لمالي أو تمويل عمليات تخريبية.
و عمدت الحركتان الارهابيتان على إدخال طرق جديدة لتدريب المقاتلين فسرعان ما يتم اشعارهم كلما اقترب منهم الخطر للذوبان وسط التجمعات البشرية أو إعادة الانتشار للقيام بعمليات إرهابية نوعية بالمغرب من خلال لجنة الاعمال الكبرى.
و قد عمد أعضاء التنظيم بالمغرب على برمجة عمليات تصفية قيادات امنية و الهجوم على مقرات الجيش و مواقع سياحية.
و حسب بيان لوزارة الداخلية فقد تمكنت مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من تفكيك هذه الخلية بعدد من المدن المغربية هي الناظور والدارالبيضاء وجرسيف والعيون وقلعة السراغنة. كما تم توقيف مواطن مالي في نفس العملية متورط في تمويل مسار عدد من المتطوعين للقتال.