استغرب عدد من الصحافيين الذين تابعوا الندوة الصحفية لمصطفى بنعلي المخصصة لتقديم مقررات المؤتمر الوطني الخامس لجبهة القوى الديمقراطية المنعقد قبل أيام،و الذي أُعيد فيه انتخاب الاخير أميناً عاماً للحزب، من النبرة الانتقادية التي هاجم بها باقي الاحزاب.
ووظف بنعلي جل عبارات لغة الخشب و الإطناب و الكلام الرنان الذي يعطي تجسيدا حقيقيا للانتقادات التي وجهها الملك في خطاب العرش للأحزاب، حيث التلاعب بالكلمات و قول الشيء و عمل ضده.
وفي مشهد مضحك حمّل بنعلي مسؤولية تردي المشهد السياسي إلى الحكومة السابقة والحالية التي صوت عليها المغاربة، بينما لم يصوت على بنعلي احد، مؤكداً أن فشل الإصلاح السياسي في المغرب لديه أسباب موضوعية وتراكمات تاريخية، أبرزها أن الحكومة التي جاءت بعد دستور 2011، الذي أقر إصلاحات سياسية هامة، "لم تول أهمية لورش الإصلاح السياسي". وزاد: "رئيس الحكومة السابق طيلة ولايته الحكومية لمدة خمس سنوات التقى الأحزاب السياسية مرة واحدة"، محملاً إياها مسؤولية "تهميش ورش الإصلاح السياسي عن طريق تبني مقاربة انتقائية مع القوانين التي أخرجتها في ولايتها".
وفي سياق الإسهال الخطابي لنفس "الزعيم المنتخب بالاجماع" اعتبر بنعلي أن مشاركة اليهود المغربة في الحياة السياسية بعد الدستور الجديد مهمة ديمقراطية حيث طالب بمنح حق التصويت لمغاربة اسرائيل. معللا الميز و الوضعية التي عاشها اليهود المغاربة بدور الحركة الماسونية و الرجعية المغربية التي خلقت ضبابية للمغاربة اليهود.
المؤتمر الأخير للجبهة كان عبارة عن مهزلة بكل المقاييس بدءا بحفل الافتتاح الذي قاطعه جل زعماء الأحزاب، اللهم زعيم مخلد في منصبه. المصطفى بنعلي ورث حزب الشخص الوحيد من المؤسس و يار على نفس المنوال. الفرق بينه و بين المؤسس هو تحويل الحزب لصفر برلماني و اغلاق "المنعطف" و تحويلها لنشرة دورية...