في سابقة خطيرة انزلقت احتجاجات الحسيمة يوم الثلاثاء من احتجاج سلمي و مشروع الى نزوع واضح لزوع نحو العنف و الاحتقان و الكراهية، لخلق بؤرة للتوتر بشمال المغرب.
وإذا كانت المطالب الاجتماعية حقا مشروعا ، فإن التصعيد الملموس اليوم و رفض الحوار يهددان المنطقة باكملها نتيجة السلوك الارعن لعدد من المراهنين على التصعيد. و تحولت الاحتجاجات لنوع من العبث حين استهدف عدد من المحتجين بمدينة الحسيمة مقر المستشفى الإقليمي عن طريق رشقه بالحجارة، مما تسبب في حالة ذهول وشجب من قبل أُطر ومرتادي هذه المؤسسة الاستشفائية.
الاستفزازات تجاه قوات الامن و التصعيد يؤدي الى تشجيع الكراهية بين المغاربة و ابناء الوطن الواحد ونبذ الاخر، و يطلق العنان لذوي النوايا السيئة للتخريب و العنف، مما يفتح المنطقة على المجهول.
فتحول الاحتجاجات الى شكل يومي و التصعيد ، سيؤدي الى افلاغ "الحراك" من محتواه السلمي و من مشروعية مطالبه الاجتماعية ليتحول الى شيء خارج اطار الشرعية و القانون.
وإذا استقال عدد من السياسيين و الجمعويين المتخاذلين من ابناء المنطقة من المسؤولية، و حاول البعض الاخر حساب الربح و الخسارة من "الحراك" ، فغن المسؤولية يتحملها الجميع امام ما بات يطبخ في الخفاء في هذه المنطفة.