عندما يصبح الانسان في أردل العمر يصبح عالة على الاخرين و تخور قواه العقلية و تصبح عقارب الزمن متوقفة في لحظة تاريخية غالبا ما يغذيها الحنين إلى الماضي.
و مناسبة الحديث عن أردل العمر هو الخبر الذي تلقفته المواقع المارقة نقلا عن وكالة الانباء الفرنسية و مفاده أن الكاتب والصحافي الفرنسي "جيل بيرو"، صاحب كتاب "صديقنا الملك" عاد إلى الإهتمام بالشأن المغربي، وخاصة الحقوقي من خلال قبوله رعاية نشاط الحملة التي تطلقها" جمعية الدفاع عن حقوق الانسان بالمغرب " من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في السجون المغربية.
وجيل بيرو الذي أصبح عجوزا اليوم، اشتهر بكتابه الذي أصدره في نهاية ثمانينات القرن الماضي تحت عنوان "صديقنا الملك"، وكشف فيه الغطاء عن وجود معتقلات سرية في المغرب مثل "تازمامارت" و قلعة مكونة وأكدز، و حبس عائلة الجنرال أوفقير.
صديقنا جيل بيرو جنى الاموال الطائلة من حقوق التأليف و تحول لنجم بفرنسا في الاوساط البورجوازية على حساب المغاربة و تسبب في أزمة سياسية بين المغرب وفرنسا في عهد فرانسوا ميتران.
وبعد ان اشترى عقارات و اختار حياة البرجوازيين الفرنسيين رغم ان عقيدته تروتسكية او ثورية، إلا ان عقارب الزمن توقفت عنده في ثمانينات القرن الماضي و نسى اننا دخلنا القرن 21 و أن زمن أفقير و الدليمي و البصري إنتهى إلى غير رجعة.
لكن من نلوم و من نحاسب؟ هل الرجل العجوز الذي خارت قواه العقلية ام من دفعوا به للواجهة ليقتاتوا من ما تبقى من رنين اسمه.