اعتبر القيادي البارز بفدرالية اليسار محمد الساسي، أن السياسية الدينية للملك الراحل الحسن الثاني رسخت قيم الانغلاق الديني و روجت للاسلام المحافظ و للمواسم و الاضرحة، قصد محاربة اليسار اولا ثم الاسلام السياسي فيما بعد، من خلال المزايدة على الحركات الاسلامية باسلام اكثرانغلاقا.
وقال الساسي في كلمة له خلال ندوة تحت عنوان "التطرف العنيف"، مساء الخميس بالرباط، إن الراحل الحسن الثاني كان يقدم صورة للغرب على أنه ملك منفتح، لكنه داخليا كان يستعمل الدين لفرض الهيمنة ومواجهة خصومه.
وشدد الساسي على أن الحسن الثاني واجه اليساريين بتقديم نفسه للمغاربة على أنه يدافع عن الإسلام، كما واجه الإسلاميين بالمزايدة عليهم في أمور التدين، لذلك قام بإحياء الطقوس الدينية من أجل تقوية حضوره الديني.
وكان الساسي يتحدث في ندوة نظمها "الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان" بشراكة مع "التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان"، شارك فيهاكل من احمد عصيد و خديجة الرياضي و بوعشرين الانصاري و تابعها جمهور غفير من المهتمين. و اعتبر الساسي الذي تفاعل معه الحاضرون كثيرا بسبب تحليله الدقيق للتدين المغربي ان "المرحوم الحسن الثاني سوقا لإسلام يؤسس لقيود الحرية قبل أن يؤسس للحرية". و ارجع الساسي أسباب التطرف العنيف في المجتمع، إلى نزعة متطرفة في التعامل مع الهوية والنصوص الدينية والتاريخ الإسلامي، مشيرا إلى أن هذا التطرف ينبع من ثقافة دينية في المجتمع تكرسها الحركات الدينية والسلطة الدينية.
وشدد الساسي على أن اعتبار الدين هو المكون الوحيد للهوية، والاعتقاد بأن اعتناق ديانة أخرى هو خطأ وليس اختيار حر، مسألتان توفران بيئة مناسبة للتطرف، داعيا إلى تعليم الأطفال في الابتدائي الأمور المشتركة بين الديانات قبل الأمور المختلفة بينها، لافتا إلى أن كل الديانات هي متساوية، وفق تعبيره.