اعتبرت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج التي يرئسها صالح التامك بمناسبة وفاة سجين بخريبكة ، أن “التنظيمات المزعومة التي تروج مزاعم وافتراءات مجانية بهذا الخصوص تسعى إلى تضليل الرأي العام وإيهامه بأنها تدافع عن حقوق هذه الفئة من المواطنين، في حين أنها تحاول أن تحجب عنه بذلك أجندتها غير المعلنة”.
وأكدت مندوبية التامك أن ما روجت له بعض وسائل الاعلام بخصوص أسباب وفاة سجين بالسجن المحلي بخريبكة “ما هي إلا مزاعم وافتراءات مجانية تسعى إلى تضليل الرأي العام”. وأوضح بلاغ للمندوبية، أن السجين المعني لم يصرح، منذ إيداعه السجن، بإصابته بأي مرض مزمن، ولم تكن تبدو عليه أية أعراض خاصة بهذا النوع من الأمراض، مسجلا أن السجين “بعد أن أخذ في التقيؤ والاغماء ، تم عرضه على طبيبة المؤسسة التي وصفت له دواء كان يتناوله بانتظام”. وأضاف المصدر أن ما جاء في المقالات المنشورة ببعض الصحف الورقية والالكترونية حول أسباب وفاة السجين المذكور “لا أساس له من الصحة”.
"إهمال مقصود و محاولة لطمس الحقائق"
وكانت الجمعيــة المغربية لحقوق الإنســان فرع خريبكــة دعت مند اسبوعين كلا من وزير العدل والوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بخريبكة إلى تحريك مسطرة المتابعة في حق كل من ثبت تورطه في وفاة المعتقل "حسن خديمي"؛ رقم الاعتقال 15886 بذات السجن داخل العنبر الذي كان يتقاسمه مع سجناء آخرين ليلة الثلاثاء 28 مارس 2017. و حسب تحريات تحرياتها توصلت إلى قناعة بأن الضحية مات جراء إهمال مقصود، وأن هناك محاولة لطمس الحقائق مطالبة المندوبية العامة لإدارة السجون باتخاذ الإجراءات الإدارية التأديبية في حق كل من له صلة بالجريمة، والسهر على احترام القواعد الدنيا النموذجية لمعاملة السجناء.
وقد توصلت العائلة برسالة من مدير السجن المحلي، تشعرها فيها بموته بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة على إثر "سكتة قلبية"، وهو ما اكد عكسه تقرير معهد الطب الشرعي بالدارالبيضاء، الذي أكد وصوله ميتا إلى المستشفى الإقليمي بخريبكة، وربط إصابته بالتهاب السحايا التقيحي "Méningite purulente" بالحادثة التي تعرض لها سنة 2007.
وكان الهالك يعمل قيد حياته ميكانيكيا، وقد أصيب سنة 2007 بحادثة في عينه اليسرى نجم عنها جرح وانغراس شظية، وقد التأم الجرح دون إخراجها، الشيء الذي إلى مضاعفات على مستوى الرأس مصحوبة بالحمى وبالإغماء أحيانا، ومن خلال التداوي والاستشفاء تحسنت حالته بشكل كبير. إلا أنه، وبعد اعتقاله بتاريخ 1 مارس 2017، ووضعه رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بخريبكة، بدأت وضعيته تسوء دون تلقي العناية اللازمة ، ويوم الجمعة 24 مارس 2017 هاتف عائلته ليخبرها بتدهور حالته، ويوم الثلاثاء 28 مارس 2017 أحضر لزيارة عائلته محمولا من طرف 4 سجناء لفقدانه القدرة على الحركة، ورغم احتجاج عائلته ومدها لمدير وطبيبة السجن بملفه الطبي، ومطالبتها بنقله إلى المستشفى، فإن طلبها قوبل بالرفض الفوري بدعوة أن الإدارة هي المسؤولة عنه، حسب تقرير الجمعية.