اعتبر الباحث الجزائري سعيد هادف٬ أمس الأحد بوجدة، أن الجانب الجزائري ليس من مصلحته فتح الحدود مع المغرب، لأن ذلك سيسهل من وتيرة التغيير في البلدين٬ مبرزا أن المغرب بوصفه بلدا انخرط في صيرورة التغيير والإصلاح سيساعده فتح الحدود على إنجاز هذا المشروع الإصلاحي.
وأكد هادف٬ وهو أيضا عضو وحدة الدراسات المغاربية بمركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية بوجدة، أن تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي في المغرب سيكون محفزا ومؤطرا لإعادة بناء الاتحاد المغاربي على أسس "صحيحة"، موضحا في لقاء تواصلي نظمته (مجموعة فعاليات المجتمع المدني بالجهة الشرقية) حول موضوع "الحدود المغربية الجزائرية أفق الوحدة المغربية"٬ أن هذا المشروع "المغربي الأصيل" سيكون مقدمة لإعادة بناء المنطقة المغاربية وبالتالي إنقاذها من الأخطار التي تحدق بها يوما بعد يوم.
وأكد الباحث٬ أن الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي يعتبران من صميم السياسة الديمقراطية الحديثة بالنظر إلى التجارب التي عرفها العالم في أمريكا وأوروبا والتي تبين تطور التدبير السياسي للجغرافيا وتعيد الاعتبار للشأن الجهوي.
وأشار إلى أن الديمقراطية تشكل أسلوبا جديدا في التدبير السياسي المحلي والعلاقات الدولية وأصبحت بمفهومها الحديث تعرف تطورا كبيرا كأسلوب لحل النزاعات عن طريق الحوار٬ مضيفا أنه لا يمكن بناء الاتحاد المغاربي إلا على أسس ديمقراطية وأن أي محاولة لتغييبها لن تؤدي سوى إلى الفشل.
من جهته٬ اعتبر خالد شيات أستاذ العلاقات الدولية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة أن الاندماج الاقتصادي من الصعب تحقيقه في ظل وجود الدولة القطرية الواحدة التي لا تسعى إلى الاندماج والتكامل الاقتصادي وبناء التكتلات الاقتصادية.
وقد أكدت كلمة تقديمية لهذا اللقاء أنه أصبح من اللازم في ظل التطورات والتحولات السياسية العميقة التي شهدتها المنطقة المغاربية الدفع بتفعيل الاتحاد المغاربي وتحقيق الوحدة والتكامل والتسريع بفتح الحدود٬ فضلا عن الابتعاد عن مفهوم الدولة القطرية التي لم يعد ما يبررها في القرن 21 الذي يعتبر عصر التكتلات والتجمعات الإقليمية بامتياز.
وعبرت فعاليات المجتمع المدني في هذه الكلمة عن قناعتها بأن تحدي التنمية والرفاهية والعيش الكريم للشعوب المغاربية يتطلب العمل المشترك بين بلدان المنطقة خاصة في ظل توفرها على كل المقومات الأساسية لرفع هذه التحديات ٬ داعية في هذا الإطار إلى خلق دينامية حقيقية لبناء وحدة مغاربية مع إشراك المجتمع المدني في بناء هذه الوحدة .