دعا عبداللطيف وهبي رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب إلى ضرورة التفكير في خلق جهاز أو مؤسسة إدارية داخل وزارة الخارجية تتكفل بالتنسيق السياسي والمؤسساتي بين البرلمان ووزارة الخارجية على مستوى الدبلوماسية الموازية.

وأضاف القيادي في الأصالة والمعاصرة في تدخل له صباح اليوم بلجنة الخارجية بمجلس النواب أثناء مناقشة مشروع القانون رقم 01.17 يوافق بموجبه على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، أنه يجب التفكير جديا في مرحلة ما بعد المصادقة على الاتفاقية و محطة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وفي كيفية التأسيس لتحرك دبلوماسية موازية فاعلة ومنسجمة مع تحركات رئيس الدولة المسؤول الأول على السياسة الخارجية لبلادنا.

وأكد القيادي وهبي أن نجاحنا في ربح رهان الدفاع عن القضية الوطنية يتطلب شرطين أساسيين هما، أولا: التعبئة والاصطفاف وراء رئيس الدولة، وثانيا: تطوير وزارة الخارجية لسياستها وهياكلها والعمل على تعزيز وتوحيد تحركات باقي المؤسسات في هذا الموضوع.

وأبرز وهبي أن للبرلمان المغربي مستقبلا دور مصيري وأساسي وكبير في الدفاع عن القضية الوطنية، منبها إلى ضرورة القطع مع العاطفة والمزاجية في اختيار المدافعين عن القضية الوطنية داخل المحافل الدولية، "بل لابد من اختيار الكفاءات القادرة على الدفاع عن مصالح الوطن في تنسيق تام مع وزارة الخارجية ومع جميع الفعاليات، بحيث لا يجب أن نتحرك في هذا الموضوع على شكل جزر معزولة" يؤكد وهبي.

إلى ذلك عاد البرلماني والقيادي وهبي إلى بعض الأعطاب التي ميزت عمل وزارة الخارجية والتعاون طيلة الخمس سنوات الماضية، حيث أكد وهبي على المعاناة مع سياسة وزارة الخارجية في النسخة الأولى من ولاية حكومة بنكيران بسبب الاختلاف وعدم الانسجام الواضح الذي طبع تحركات وزارة الخارجية مع توجهات رئيس الدولة، مشيرا إلى عدد من الاختلالات التي وقعت على المستوى الدولي وتباينت فيها  المواقف بين وزارة الخارجية ورئيس الدولة خاصة في  الموقف من القضية السورية وأخطاء لقاءات ارتكبت في دولة الكويت والجزائر، (وغيرها من الأخطاء التي جعلت السياسة الخارجية في تعارض مع توجهات رئيس الدولة مما جعلتنا خائفين على المغرب وعلى علاقاتنا الخارجية).

وبعدما أوضح وهبي أن الأخطاء وإن خفت حدتها في حكومة بنكيران الثانية بحيث وقع نوع من الانسجام بين سياسة وزارة الخارجية ورئيس الدولة، "إلا أنه رغم ذلك سجلنا التأخر في تحركات وزارة الخارجية التي لم تكن تتحرك إلا بعد تحركات رئيس الدولة".

من جهة أخرى أوضح وهبي أن فريق الأصالة والمعاصرة جاء للمصادقة بالإجماع على هذه الاتفاقية بتعبئة وطنية قوية لن تزعزها تحركات الخصوم مهما بلغت، مشيرا في ختام تدخله إلى النجاح الكبير الذي عرفته بلادنا بمناسبة تنظيم المؤتمر الدولي كوب 22 والذي منح المغرب رصيدا دوليا دبلوماسيا وسياسيا وإعلاميا يجب استثماره جيدا".